أطلقت قناة الجزيرة ضمن نشرات أخبارها الرئيسية أمس الخميس 18/11/2010 وعلى صفحات موقعا الرسمي بالإنترنت خبر التسجيل الصوتي الجديد لتنظيم القاعدة الذي حصلت عليه حصريا كما هي العادة في جل بيانات وعمليات القاعدة الأم وأيضا فروعها الرئيسية النشطة عبر العالم، هذه المرة بيان القاعدة الأحدث الذي نشرته قناة الجزيرة وكلفت له منتصر الزيات محامي ومفاوض الجماعات الإسلامية المصرية المتطرفة بمصر بالتعليق عليه، جاء من الجزائر وتحديدا من أمير تنظيم القاعدة ببلاد المغرب العربي الجزائري أبو مصعب عبد الودود الذي حدد شرطا أساسيا ووحيدا لإطلاق سراح الرهائن الفرنسيين الخمسة وتوغوليا ومدغشقريا الذين اختطفهم تنظيمه، شرط ابى مصعب عبد الودود هو انسحاب كامل للوجود العسكري الفرنسي بأفغانستان، هذه الرسالة الصوتية التي نقلتها قناة الجزيرة للعالم ولمن يهمه الأمر، تحديدا فرنسا ومعها الدول الغربية، جائت في أعقاب رسالة صوتية أخرى تكفلت قبل أسابيع قليلة قناة الجزيرة أيضا بنشر بعض المقاطع منها لأمير تنظيم القاعدة العام أسامة بن لادن هدد فيها فرنسا بالخصوص وتوعدها بشدة إن هي واصلت حملتها العسكرية بأفغانستان زيادة على تشريعاتها الأخيرة التي تحد من الحريات الدينية لمسلمي فرنسا. بات واضحا الآن أن الدراع العسكري التنفيدي الضارب لتتظيم القاعدة هو فرعها القائم بالجزائر تنظييم القاعدة ببلاد المغرب العربي، هذا التنظيم الجزائري المنشأ والقيادة والمكان، ينفذ هذه الأيام عمليات الهجوم والخطف على من تصل إليه يده من رعايا غربيين، ومن بعدها يفاوض الدول الغربية نيابة عن التنظيم الأم وتنفيذا لأجندة التنظيم الرئيسي للقاعدة المتواجد بأفغانستان وباكستان، هذا التكتيك ليس ذكيا بحسب ماذهب إليه منتصر الزيات خبير قناة الجزيرة، بل هو ثغرة أمنية وجغرافية كبرى حصل عليها هذا التنظيم من خلال سنوات حربه المعلنة بداية من داخل التراب الجزائري، تطورت معها تجربته وخبراته وصلاته المكتسبة لتعبرغابات وصحاري الجزائر الى دول الجوار مالي وموريطانيا تحديدا، دول لاتستطيع تأمين حدودها ضد هذا التنظيم ولا تملك الوسائل العسكرية والإستخباراتية واللوجستية اللازمة لمواجهته، ثغرة أمنية وجغرافية كبرى وليس تأييدا شعبيا حصلت عليه القاعدة بهذه المناطق كما ذهب إليه منتصر الزيات. القاعدة اليوم تفاوض العالم من داخل الجزائر وعبر قائدها الجزائري أبو مصعب عبد الودود الذي ظهرت صورته بقناة الجزيرة بشكل مثير ولافت كأنه النجم الجديد المعلن القادم بقوة للتربع على مقعد شاغر بعد مقتل أو سجن أغلب قادة الصف الأول والثاني لتنظيم القاعدة، أبو مصعب جديد بعد الزرقاوى "أمير الدباحين" المغتال قبل سنوات بالعراق يخرج من الجزائر هذه المرة، قائد قاعدي ميداني، دموي وعنيف للغاية، تكفيري خارجي العقيدة الى أبعد مستوى كما يعرف عنه، أبو مصعب الجديد يتحول تدريجيا من قناص لجنود ودركيي الجزائر الى رقم صعب في معادلة الصراع المفتوح والقائم بين تنظيم القاعدة العالمي والدول الغربية. في الأخير إن كانت مؤسسة السحاب تعرف بأنها الدراع الإعلامي لتنظيم القاعدة بأفغانستان وباكستان، تبقى بلا شك قناة الجزيرة البوابة الإعلامية الرئيسية لتنظيم القاعدة الدولي وإلى أجل غير مسمى. [email protected] mailto:[email protected]