قرر مواطن مغربي من سكان مدينة سلا أن يجعل سيارته عبارة عن علم مغربي متحرك تزينه صور جلالة الملك. ليست الفكرة بالعادية أن تجد في الشارع إلى جانب سيارات اختارت ألوانها الخاصة ، سيارة مغربية جدا، مغربية حتى النخاع ،كما لو كان العلم يتحرك في الشارع العام و يحرك المشاعر و الأحاسيس الأكثر وطنية في نفوس المواطنين الذين يتوقفون لأحد صورة أو لتحية صاحبها بحركة "برافو" و الابتسامة تعلو المحيى. في شارع محمد الخامس بالرباط كانت السيارة مركونة إلى الجانب، توقفت و تأملت المشهد كالبقية، الفكرة التي راودتني و كنت شبه قين منها. أن صاحب هذه السيارة العلم، لديه مشكلة أو ربما مشاكل و يعبر عن احتجاجه بهذه الطريقة، وه ما تعودناه من مجموعة من المواطنين الذين احتجوا ضد أوضاع معينة بحمل العلم المغربي و صورة صاحب الجلالة. حركني الفضول الصحافي لأعرف ما يجري، أول ما فتح الباب بادرته بالتحية، ردها بأحسن منها. سألته عن السيارة فقال "مالها؟" قلت هل من مشكلة؟ ابتسم و قال و هل من الضروري أن تكون هناك مشاكل لنلتحف بالعلم المغربي؟ قلت له أبدا لكن ما اعتدناه هو ما أشرت إليه، أما العلم المغربي فرفع في مناسبات عزيزة و قوية و عالمية كبيرة ولا زال. هذا الرجل البالغ من العمر ستة و أربعين سنة، أقسم بالأيمان أن حبه للبوطن و الملك هو دافعه الوحيد لكي يحول سيارته إلى علم وأن يزينها بصور صاحب الجلالة، و أضاف محمد مزوار أنه عندما يجلس داخل سيارته يحس بالأمان و الراحة النفسية. كما يعيش حب الوطن في عيون الناس الذين لا يتركون يارته تمر دون أن يلتقطوا لها صورة أو يشيروا إليه بحركات كلها تشجيع و تنويه و حب. حتى أنه بكى مرات عديدة متأثرا بما يراه من المواطنين. شخصيا أردت تجربة ذلك الإحساس الذس تحدث عنه، ركبت معه السيارة في جولة عبر الرباط و سلا، أول ما لمسته إحساس بالفخر ، ثانيها إحساس بالتأثر و أنا أرى المغاربة يشيرون إلينا بحركات تنويه و تشجيع و الابتسامة العفوية البريئة تملأ وجوههم. سألت محمد مزوار التازي المنتمي إلى دوار بورومية الساكن في سلا، عن الفكرة و كيف جاءت. أجاب بكل بساطة أنه كان يفكر في تحويل سيارته إلى علم منذ سنة، و عندما واتته الفرصة أنجز ما كان يحلم به. و أقسم محمد مزوار أنه لا يريد من هذا إلا وجه الوطن و حب الملك فقط ، و أنه يعيش من مهنته كتاجر لأجزاء السيارات المستعملة مكتفيا في أحسن حال. وأضاف أنه لا مشاكل لديه و لا يعاني من أي شيء. إن هو إلا حب الوطن والملك و التعبير عن ذلك ما دفعه لأن يعيش الوطن في سيارته و أن يكتشف كم يحب المغاربة و طنهم و ملكهم من خلال ما يصادفه يوميا .