حشود غفيرة تتزاحم بباب دار الأطفال صباح يوم الخميس 19غشت، تنتظر دورها من اجل تسلم إعانات رمضان الغذائية، المتكونة من قالبين من السكر وخمس لترات من الزيت وعشر كلغرمات من الدقيق وعلبتين من الشاي، إذا أجرينا عملية حسابية بسيطة سنجد أن هذه الإعانات لا تتعدى قيمتها 150 درهما، وإذا وزعناها علي شهر ستصبح 5 دراهم في اليوم بمعنى أن هؤلاء المعوزين سيعيشون هم وأولادهم ب5دراهم في اليوم، وبالتالي فما عليهم سوى الدعاء بطول العمر للسيد العامل الذي جاد عليهم في هذا الشهر الكريم، الذي تكثر فيه الصدقات من اجل محو السيئات، طبعا فهنا نتحدث عن سيئات المخزن التي كثرت في هذا الإقليم ، الذي حول جل ساكنيه إلي فقراء حتى أصبحوا يقبلون بمثل هذه الاهانات وليس الإعانات ،متى كان الفقر يحارب بهذه الطريقة التي ربما لا توجد إلا في أوقات الزلازل والفيضانات هل سنعتبر المدينة منكوبة وإذا صح ذلك فمن يتحمل مسؤولية النكبة أليس سوء التسيير والفساد المستشري المعشش هو من أوصل الحالة إلي ما هي عليه ،حتى أصبحت جل الشوارع مكتظة بجيش من الباعة المتجولين والذين تتم مطاردتهم يوميا في الشوارع بدعوى محاربتهم،من المسؤول عن تلك المشاريع غير المكتملة والتي صرفت عليها الملايير حتى أصبحت أطلالا ، وكل الاختلالات التي رصدها المجلس الجهوي للحسابات ،وكذلك المحسوبية في التشغيل وتوزيع الامتيازات، أما أم الفضائح فهي المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي قيل عنها أنها جاءت لمحاربة الهشاشة فماذا حققت وأين صرفت كل تلك الأموال التي رصدت لها، ربما العيب ليس في من يقدم تلك الإعانات (الاهانات) بل من يقبلها.