تعتزم الرابطة المحمدية للعلماء إعداد نسخة منقحة من كتاب"القرآن والنساء.. قراءة للتحرر"، والذي ألفته الدكتور أسماء المرابط، وذلك أخذا بعين الاعتبار لاختلاف السياقَيْن المخاطبَيْن باللغتين، مما يمكن اعتباره كسبا تأسيسيا للرابطة المحمدية للعلماء في نطاق مشروعها الرامي إلى ترجمة جملة من الأعمال ذات الأهمية إلى اللغة العربية. ويشرف على عملية التنقيح هذه كل من الدكتور عبد الهادي حميتو عضو المكتب التنفيذي للرابطة المحمدية للعلماء، والدكتورة فريدة زمرد رئيسة لجنة الأبحاث والدراسات بالرابطة المحمدية للعلماء. وصدر الكتاب مطلع العام الجاري، عن مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام بالرابطة المحمدية للعلماء، ويشتغل هذا المركز على إغناء التراث الإسلامي بخصوص قضايا المرأة، وإشاعة خطاب علمي هادئ ورصين حول القضايا النسائية في الإسلام، ولا سيما منها تلك التي تستوجب فحصا متجدداً في ضوء هاديات القرآن الكريم والسنة النبوية. وفي هذا الإطار وعلى هامش مشاركتها في النسخة 16 للمعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء 2010، كانت الرابطة المحمدية للعلماء قد عرضت في المعرض الدولي، بمناسبة إطلاق أشغال هذا المركز، نسخة محدودة التداول من الكتاب، وترجمه الدكتور محمد الفران نائب مدير معهد الدراسات والأبحاث للتعريب. ويأتي صدور هذا الكتاب حرصا من المؤسسة على أن يطلع عموم الباحثين والمهتمين، على بعض تجليات القضايا النسائية في بلاد المهجر، وكذا على مختلف الإشكالات والقضايا المتعلقة بالنساء في الإسلام في تلك الربوع، وتيسير وقوفهم على مظاهر التنوع الثقافي والتاريخي والاجتماعي للنساء في العالم ولا سيما في ظل ما يعتمل من قضايا وإشكالات في الواقع الغربي الراهن بخصوص وضع وحضور المرأة المسلمة هناك زيا ومذهبية. جدير بالذكر، أنه سوءا تعلق الأمر بمشروع تأسيس مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام، أو مراكز أخرى، فإن هذه الخطوات تأتي في سياق انفتاح الرابطة المحمدية للعلماء على مختلف الطاقات التي يزخر بها المغرب، وأيضا، في إطار العمل التفاعلي والاستيعابي مع هذه الطاقات من أجل ضمان عطاء أنفع وأنجع في مختلف المجالات كما نص على ذلك الخطاب الملكي الشهير في 27 شتنبر 2008، عندما توقف هذا الخطاب بالتحديد عند ضرورة "تعبئة كل الطاقات العلمية التي تزخر بها بلادنا"، حيث عمِلت الرابطة في مجالات متعددة ومتكاملة، كمجالات الإدمان ومحاربة السلوكيات الخطرة، ومحاربة "السيدا" والعناية بالصحة الإنجابية، وقضايا الطفولة، وقضايا الشباب والدين، وقضايا البيئة، وقضايا النساء، كما ينصُّ على ذلك الظهير الشريف المؤسس للمؤسسة، والذي جعل من مهامها، تنشيط حركة البحث العلمي في الدراسات الإسلامية، وإبراز الخصوصيات الدينية والروحية للمغرب، وللوفاء بهذه المقاصد فقد أسست الرابطة المحمدية للعلماء عددا من المراكز البحثية.