تَحْتَوِشُ الإنسان إفرادا واجتماعا، جملة من العناصر الذاتية، والموضوعية التي يتشكّل منها سياقه الذي يحيا ويعيش فيه، والتعاطي مع هذا الإنسان في ذهول عن عناصر سياقه لا يمكن أن يكون مُستجمِعا بحال لعناصر الفاعلية. فإذا أخذنا مثالا على ذلكم، التعاطي على مستوى الخطاب، فإن عدم استحضار عناصر السياق النفسانية يصيب هذا الخطاب بالنقص ويُعدمه القدرة على إصابة المحزّات، وتطبيق المفاصل، ووضع الهناء في مواطن النقب، لأن اعتبار السياق النفسي للإنسان المخاطَب هو الذي يحدد كيفية صياغة الخطاب لكي يكون موائما للمخاطَب مُتفهَّما من لدنه، ومُحدِثا للتفاعل المؤدي إلى التبني المطلوب. -وعدم اعتبار السياق العقلي للمخاطَب، يؤدي إلى تفاوت عن مستوى المخاطَب إما إفراطاً أو تفريطاً. - وعدم اعتبار السياق الاجتماعي بمختلف أبعاده، يجعل هذا الخطاب غير معانق لانتظارات المخاطَب، وآلامه وآماله، ويمكن قولُ قريبٍ من ذلكم عن آثار عدم إدراك السياقات الاقتصادية، والسياسية، والمحلية، والكونية على هذا الخطاب. وهنا تبرز الأسئلة الآتية: -ما هي منهجية قراءة هذا السياق بمختلف تمظهراته؟ - وما هي آليات ذلك؟ - وماذا عندنا من ذلك؟ الحاصل، أن الإجابة عن هذه الأسئلة لها جملة مقتضيات سوف نتطرق إليها إن شاء الله في افتتاحية العدد القادم من ميثاق الرابطة. الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء