طالبت منظمات حقوق الإنسان الحكومة الفرنسية بالإسراع بإصدار قانون لحظر تمويل الشركات المنتجة للقنابل والذخائر العنقودية، وهي الأسلحة التي حصدت أرواح الالآف من المدنيين على مدى أربعين سنة ويذكر أن فرنسا هي واحدة من 106 دولة وقعت على اتفاقية حظر الذخائر العنقودية المقرر أن تدخل حيز التنفيذ اعتبارا من أول غشت المقبل، علما بأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل والصين وروسيا والبرازيل وباكستان والهند وغيرها، لم توقع على الاتفاقية وبالتالي تواصل إنتاج القنابل العنقودية. وحتي الآن صادقت 30 دولة على هذه الاتفاقية التي تحظر إنتاج وتخزين واستخدام وتصدير هذا النوع من القنابل. لكن منظمات حقوق الإنسان قد حذرت من أن هذه الاتفاقية ستكون محدودة الفعالية طالما لا تمنع القوانين الوطنية المصارف والمؤسسات المالية الأخرى من تمويل الشركات المنتجة لهذه القنابل والذخائر. فتحدث تيري فيليبونات ، عضو المجلس التنفيذي بمنظمة العفو الدولية لوكالة انتر بريس سيرفس، عن "إبهام وتناقضات في فرنسا، فقد صادقت على الاتفاقية بل وتروج لها بنشاط. لكن الحكومة لا تقضي بحظر التمويل" لإنتاجها. وقال أنه " وضع غريب حيث تم حظر نشاط بعينه، لكن تمويله ما زال قائما ". فلقد أفادت العفو الدولية وغيرها من المنظمات الحقوقية أن غالبية المصارف وشركات التأمين الفرنسية قد أعلنت صراحة عدم الاستثمار في إنتاج القنابل العنقودية، لكن بعضها لا يلتزم بالشفافية الواجبة في هذا الشأن . وأضاف فيليبونات " إنهم لا يعلنوا أبدا أين يذهب تمويلهم. لكن الواقع هو أن منتجي الذخائر (العنقودية) يتلقون التمويل من طرف ما. التمويل هو الذي يجعل الإنتاج ممكنا" . وتفيد المنظمات الحقوقية أن المؤسسات المالية في مختلف أنحاء العالم قد واصلت استثمار أكثر من 43 مليار دولار لتمويل منتجي الذخائر العنقودية على الرغم من اتفاقية الحظر. وأفادت المنظمة الدولية للمعوقين، غير الحكومية، أن القنابل العنقودية قد قتلت وجرحت عددا من الأهالي المدنيين في العراق في عام 2003، وكوسوفو في عام 1999، أكثر من أي سلاح آخر. كما أفادت أن " الاستخدام المكثف " من قبل إسرائيل في لبنان في أغسطس 2006 قد تسبب في أكثر من 200 ضحية مدنية في السنة التي تبعت وقف إطلاق النار. وفي بيان لها، أفادت المنظمة أنه "على مدى ما يزيد على 40 عاما، قتلت القنابل العنقودية وجرحت أناسا أبرياء، وتسببت في معاناة لا توصف وخسارات ومشقات للآلاف في أكثر من 20 دولة ". وأضافت "هذه الأسلحة تسبب الموت والإصابات للأهالي المدنيين أثناء الهجمات (العسكرية) وعلي مدي سنوات طويلة بعدها بسبب التلوث القاتل " . وعن الوضع في فرنسا، صرح جان ماري بوافين ، المدير بالمنظمة الدولية للمعوقين لوكالة انتر بريس سيرفس، أنه "بينما صادقت فرنسا على الاتفاقية في سبتمبر الماضي ولم تنتج قنابل عنقودية، إلا أن موقف الحكومة ما زال غير مشجع". وطالب بدوره الحكومة الفرنسية بإصدار قانون ينص صراحة على حظر التمويل المباشر وغير المباشر لإنتاج القنابل والذخائر العنقودية .