وقعت حوالي مائة دولة ، في أوسلو ، معاهدة للحظر التام للقنابل العنقودية التي تسبب سقوط عدد كبير من القتلى بين المدنيين خصوصا. وتمنع المعاهدة ، التي تم التفاوض حولها، بدبلن ، في ماي الماضي , استخدام وتخزين وتجارة ونقل هذه الاسلحة ، وتجبر الدول الموقعة على مساعدة البلدان والاشخاص الذين يقعون ضحايا لها. وقال المنسق الدولي للتحالف ضد الذخائر العنقودية الهيئة ، التي تضم حوالى300 منظمة غير حكومية ، ""انها واحدة من المرات النادرة جدا في التاريخ التي تحظر فيها فئة كاملة من الاسلحة"". ويمكن ان تشمل هذه القنابل مئات من ""القنابل الصغيرة"" التي تنتشر على مساحة واسعة ، لكنها لا تنفجر كلها بل تتحول الى الغام مضادة للافراد حظرتها اصلا اتفاقية أوتاوا عام1997 . الا ان تأثير المعاهدة سيكون محدودا نظرا لغياب الدول الكبرى المنتجة لهذه الاسلحة ، كالولاياتالمتحدة وروسيا والصين واسرائيل والهند وباكستان. وستوقع18 من الدول ال26 الاعضاء في حلف شمال الاطلسي المعاهدة. ويمثل فرنسا وبريطانيا والمانيا في الاجتماع ، وزراء خارجيتها ، برنار كوشنير، وديفيد ميليباند ، وفرانك فالتر شتاينماير. وستوقع كندا واستراليا واليابان النص ايضا. وتؤكد منظمة "" هانديكاب انترناشيونال"" ان حوالى مائة الف شخص(98 في المائة منهم مدنيون) ، قتلوا او اصيبوا باعاقة في انفجار عبوات من هذا النوع في العالم ، منذ 1965 . وربع هؤلاء اطفال كانوا يعتقدون انها العاب وعلب اطعمة. واعلنت وزارة الخارجية الاميركية ، ان الولاياتالمتحدة ستمتنع ، هذا الاسبوع، عن توقيع اتفاقية تحظر القنابل العنقودية ، لانها تعتبرها غير واضحة ، ومن شأنها ان تعرض للخطر حياة الجنود الاميركيين. واضافت الخارجية الاميركية ، في بيان، ""على رغم اننا نشاطر الهواجس الانسانية للبلدان الموقعة الاتفاقية ... فاننا لن ننضم اليها"". واوضحت ان ""حظر القنابل العنقودية ، الذي صيغ بطريقة تتسم بكثير من العمومية ، سيعرض للخطر حياة رجالنا ونسائنا ، وحياة رجال ونساء شركائنا في التحالف"". وتلقى القنابل العنقودية من الجو ، او تطلق من الارض ، عبر المدافع وقاذفات الصواريخ. لكن كثيرا منها لا ينفجر لدى ارتطامها بالارض، وتترك مناطق ملغومة في بلدان غالبا ما تكون فقيرة ، وتنصرف الى اعادة الاعمار في اعقاب نزاع ما. واشارت الخارجية الاميركية الى ان الولاياتالمتحدة تحاول من جانبها التصدي لمشكلة القنابل العنقودية ، وخصصت ""اكثر من4 ,1 مليار دولار منذ1994 لاعمال التنظيف من الالغام والعبوات المتفجرة الاخرى التي خلفتها الحروب ، بما فيهاالقنابل العنقودية غير المنفجرة"".