أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ، إيضاحاً لسياستها الجديدة حول الأسلحة العنقودية، المثيرة للجدل دولياً والتي تتصاعد المطالبات بحظرها، واصفة إياها بتوصيف مخفف على أنها مجرد نوع من أنواع الذخيرة المشروعة يُسقط المئات من المتفجرات بحجم كرة التنس تقريباً، تتناثر وتنفجر، وقد يحدث أحياناً أن يبقى بعضها دون انفجار ويحدث أضراراً جانبية غير مقصودة ، على حد تعبيرها. واعتبرت الوزارة الأمريكية أنّ سياستها الجديدة ستوفر حماية أفضل للمدنيين والبنية التحتية المدنية في أعقاب النزاعات المسلحة، في الوقت نفسه الذي تتيح فيه الاحتفاظ بسلاح مشروع ومفيد ، وفق وصفها. وتمسّكت الوزارة برفضها التخلي التام عن الأسلحة العنقودية، مشيرة إلى أنه نظراً لكون الأعداء في المستقبل سيقومون على الأرجح باستخدام المدنيين كدروع بشرية لحماية أهداف عسكرية، من خلال وضع هدف عسكري على سطح مبنى مسكون مثلاً؛ فإنّ استخدام الأسلحة الأحادية ربما أدى إلى قدر أكبر من الأضرار والإصابات المدنية. ولذا، فإنّ التخلص من الأسلحة العنقودية بشكل تام غير مقبول ليس فقط نظراً لما له من عواقب عسكرية سلبية وإنما أيضاً نظراً لما له من عواقب سلبية محتملة بالنسبة للمدنيين ، حسب تبريرها. وذهبت وزارة الدفاع الأمريكية إلى القول إنّ الأسلحة العنقودية أسلحة مشروعة لها فوائد عسكرية واضحة أثناء المعارك. وهي توفر فوائد جلية لدى استخدامها ضد مجموعة من الأهداف، حيث يقلص استخدامها الأخطار المحدقة بالقوات الأمريكية وربما أدى إلى إنقاذ أرواح أمريكية ، على حد تأكيدها. وشددت الوزارة على أنّ إلغاء الأسلحة العنقودية بشكل تام غير مقبول، ليس فقط نظراً لما له من عواقب عسكرية سلبية؛ وإنما أيضاً نظراً لما له من عواقب سلبية محتملة بالنسبة للمدنيين ، وفق قولها. وخلافاً للتقارير الميدانية المستقلة؛ زعم البنتاغون أنه بعد انتهاء القتال، يكون تأثير الأسلحة العنقودية محدود النطاق والحجم والمدة مقارنة بتأثير أنواع المتفجرات الأخرى المتبقية من الحرب . ومضت الوزارة إلى القول إنّ سياستها الجديدة هذه تُعتََبر بديلاً قابلاً للتطبيق لاقتراح الحظر الكامل الذي نجم عن عملية أوسلو في دبلن، بإيرلندا، في الشهر الماضي. وتشكل السياسة الجديدة أساس موقف الولاياتالمتحدة في المفاوضات الرامية إلى التوصل إلى اتفاقية دولية في مؤتمر الأممالمتحدة حول الأسلحة التقليدية الذي بدأ في 7 تموز (يوليو) . وقد دعت الولاياتالمتحدة إلى التوصل إلى استكمال اتفاقية جديدة حول الأسلحة العنقودية بحلول نهاية العام الحالي. وتشارك في مؤتمر الأسلحة التقليدية، على عكس ما كان عليه الأمر في عملية أوسلو، جميع الدول التي تنتج وتستخدم الأسلحة العنقودية، مما يجعل أي اتفاق يتم التوصل إليه فيه أكثر فعالية بكثير من الناحية العملية ، كما تقول واشنطن الرسمية.