بعد شد وجذب استمر سنوات، وقع مسؤولو 100 دولة من دول العالم، يوم الأربعاء 3 دجنبر 2008بالعاصمة النرويجية، أوسلو، على معاهدة دولية لحظر إنتاج القنابل العنقودية واستخدماها وتخزينها والاتجار بها، بينما غابت عن التوقيع كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية والكيان الصهيوني، الأكثر إنتاجا لهذه القنابل المدمرة، إضافة إلى الهند وباكستان والصين. ومن بين الدول العربية، وقعت لبنان لوحدها على المعاهدة، بينما لم يوقع المغرب والجزائر لحد الآن، دون معرفة سبب ذلك. ويعتبر المغرب من الدول التي تخزن هذه القنابل، خاصة منها الذخيرة التقليدية المطورة ثنائية الغرض والتي تقذف بواسطة المدفعية لكن من دون تدمير ذاتي، كما يخزن منها قنابل تلقى جوا من دون تدمير ذاتيوذلك حسب تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان صدر في ماي الماضي. وبالإضافة إلى المغرب الذي يعاني من هذه القنابل، في الصحراء خاصة، نتيجة المواجهات العسكرية التي حدثت بينه وبين جبهة البوليساريو. تعاني لبنان والسودان والعراق على وجه الخصوص من مخاطر هذه القنابل، إذ تشير التقارير إلى سقوط 250 ضحية في لبنان نتيجة العدوان المستمر للكيان الصهيوني على أراضيه. في حين يعاني السودان نتيجة الحرب الأهلية في جنوبه وغربه. بينما يعاني العراق منذ الحرب العراقية الإيرانية 19881980 ثم مع العدوان الغربي واحتلال أراضيه إلى اليوم من لدن الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتنص المعاهدة على تعهد كل دولة موقعة على المعاهدة بأي حال من الأحوال، بعدم استخدام القنابل العنقودية. كما تشدد على عدم إنتاج القنابل العنقودية أو تطويرها أو اقتنائها بأي طريقة كانت أو تخزينها أو نقلها إلى أي جهة بشكل مباشر أو غير مباشر. إضافة إلى عدم المساعدة أو تشجيع أو تحريض أي طرف للقيام بأي نشاط تحظره هذه المعاهدة. وتؤكد المعاهد كذلك على أن تتعهد كل دولة بتدمير أو التحقق من تدمير كل القنابل العنقودية في أسرع وقت ممكن وفي مهلة أقصاها ثماني سنوات من موعد بدء تطبيق المعاهدة. وتعد القنابل العنقودية من أكثر الأسلحة فتكا بالمدنيين، خاصة لأن مئات القنابل الصغيرة المجموعة داخل القذيفة تتطاير عند تفجرها وتنتشر على مساحات واسعة دون أن تنفجر كلها. وتبقى تلك القنابل نائمة فترات قد تكون طويلة حتى يأتي من يوقظها من الأطفال غالبا لأنها تجذبهم بحجمها الصغير ولونها البراق، فتنفجر عليهم. يشار إلى أن القنابل العنقودية قتلت وشوهت أكثر من مائة ألف شخص منذ ,1965 نحو 98% منهم مدنيون وأكثر من ربعهم من الأطفال.