نظمت جمعية مفاتيح النور للموسيقى مساء يوم الثلاثاء 9 مارس سهرة فنية كبرى احتفاء بعيد المراة وذلك تحت الرئاسة الفعلية لوزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن :السيدة نزهة الصقلي . لقد كان برنامج السهرة متنوعا يشمل بعض الموشحات الأندلسية واغاني مغربية اصيلة وعصرية واغاني دينية تخللتها اغنية فلسطينية مهداة للمراة الفلسطينية بمناسبة الذكرى 1 للمجزرة الصهيونية الرهيبة ضد أهالي غزة العزل ، كاعتراف بصمودها البطولي ضد الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ولقد كان شعار السهرة جد معبر بكلماته النافذة : "في قلب النظرة ...نظرة قلب وأيضا بمفجآته الجميلة ." ذلك أن اداء جوق مفاتيح النور برئاسة رئيس الجمعية ، الملحن والمطرب الأستاذ محمد بندراز ابان عن قدرة المكفوفين في تجاوز الإعاقة وتقديم فن راقي ينفذ مسام الروح بانسيابية كبيرة .علما أن جل الأعضاء "مكفوفون" يتمتعون ببصيرة ثاقبة قادرة على نسج خيوط التواصل في أبهى صوره وارقاها مع جمهور القاعة الذي لم يكف عن التصفيق لمنتوج فني بالغ الجودة. كما كانت مفاجأة السهرة ، المطربة " نجاة الحمزاوي" ،التي صدحت بصوتها الشجي في قاعة المسرح وهي تتكيء على عكاكيزها بشموخ مغربي أصيل وتلتها المطربة رشيدة عبد الرحمان ، بصوتها الدافيء الذي يشع نورا يعوض ما غاب من العينين الكفيفتين .كما كان لحضور الفنانة البهية ،المغربية حتى النخاع ، آمال عبد القادر نكهة خاصة داخل سهرة ذات بصمة اجتماعية بكل المقاييس . لا شك أن مفهوم الإعاقة ينفلت بالتأكيد من المعاني المتداولة وما تحمله من أفكار مسبقة تسجن المعنيين في تصنيفات ضيقة فكم من الأصحاء المفترضين ،معاقون في إرادتهم أو ضمائرهم أو أرواحهم وتلكم أقسى أشكال الإعاقة وأكثرها استعصاء على المعالجة . وكم من أصحاب الاحتياجات الخاصة ، عبروا بإصرارهم وتحديهم للعراقيل الذاتية والخارجية عن إنسانيتهم في أبهى صورها . لا شك أن ملف الإعاقة في المغرب يحتاج لاهتمام حقيقي ،يبرز حجم المعاناة والاحتياجات وكذلك اجتهاد هذه الفئة المميز في تجاوز كثافة العراقيل من اجل تحقيق هذا الحد أو ذاك من الاندماج في السيرورة المجتمعية باختلاف حساسياتها . إن الإنسان المغربي عموما يتميز بالتأكيد بكفاحية استثنائية تجعله ينحت في الصخر أبجديات مواطنته المصادرة جملة أو تقسيطا ،فما أدهاك بذوي الاحتياجات الخاصة ؟ شكرا لجمعية النور الموسيقية وهي تحتفي بعيد المرأة المغربية عبر أرقى لغة وأجمل هدية ،اوليست الموسيقى لغة الروح بامتياز .؟ شكرا لوزارة التنمية الاجتماعية لهذه الالتفاتة الرمزية الجميلة حتى وإن كان الخصاص كبيرا بحجم طموحات المراة المغربية بتنوعها .