12-2009 دعا المشاركون في ورشة عمل إقليمية حول إعادة تأهيل القرى والمدن، انطلقت اليوم الثلاثاء بالرباط، إلى إدماج تأهيل المدن التاريخية ضمن السياسة الترابية لتحقيق التنمية السوسيو-اقتصادية بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط. وشدد المشاركون، خلال هذه الورشة، التي ينظمها على مدى يومين الاتحاد الأوربي في إطار برنامج التراث الأوروبي المتوسطي، على ضرورة تحسيس السكان المحليين في المنطقة المتوسطية بأهمية الحفاظ على إرثها الثقافي بما يسهم في تحقيق التنمية. وفي هذا السياق، اعتبر السيد عزوز بوجميد مفتش جهوي بمديرية التراث الثقافي التابعة لوزارة الثقافة أن تأهيل المدن التاريخية يعد قاطرة للتنمية المستدامة ومقوما أساسيا للرفع من مستوى عيش السكان على المستويين الاجتماعي والاقتصادي. وبعدما أبرز أن المدن المغربية تزخر بتراث تاريخي يتسم بالتنوع والغنى، حذر من كون هذا التراث مهدد بازدياد الزحف العمراني الحديث إلى جانب الافتقار للموارد البشرية الكفأة، وغياب التنسيق بين مختلف المصالح والمؤسسات المعنية بالحفاظ على التراث التاريخي. من جهته، تطرق السيد جون لويس لوكسن خبير قانوني في برنامج التراث الأوربي المتوسطي إلى استراتيجية تطوير التراث الثقافي الأورو متوسطي للفترة ما بين 2007-2013 والرامية إلى تعزيز الروابط بين المنظمات الدولية التي تعنى بالتراث التاريخي، وتشجيع التعاون وتبادل التجارب الناجحة. من جانبه، أكد السيد جيروم كاسير مستشار ثقافي لدى مندوبية الاتحاد الأوروبي بالمغرب، في مداخلة له حول موضوع "تعزيز الأطر المؤسساتية والقانوينة"، أن تحسين التشريعات الجاري بها العمل في المنطقة المتوسطية لتأهيل المدن التاريخية يكتسي أهمية بالغة. وتهدف هذه الورشة إلى مقارنة التشريعات والأنظمة المعمول بها حاليا في البلدان المتوسطية الشريكة والعمليات التي تنطبق على إعادة تأهيل المدن التاريخية والمناطق الحضرية، وبحث السبل الكفيلة بالتوفيق ين متطلبات الحفاظ على المباني القديمة وتأقلمها مع الاحتياجات المعاصرة، مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورات الحياة الاقتصادية والاجتماعية. وستتواصل أشغال هذه الورشة، التي تنظم بتعاون مع مديرية التراث الثقافي التابعة لوزارة الثقافة بدراسة التوصيات الدولية والأعمال التي نفذت في منطقة البحر الأبيض المتوسط، مع إبراز أهم التجارب الخاصة بعمليات تأهيل المدن المغربية كفاس ومراكش والصويرة والرباط ومدن جنوب المغرب.