نظم الاتحاد الأوربي ورشة عمل إقليمية حول إعادة تأهيل القرى والمدن بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، دعا المشاركون فيها إلى ضرورة إدماج تأهيل المدن التاريخية ضمن السياسة الترابية، باعتبار أن هذا التأهيل يعد قاطرة للتنمية المستدامة ومقوماً أساسياً للرفع من مستوى عيش السكان على المستوى الاجتماعي والاقتصادي. ولأن هذه الدعوة تهم دول حوض البحر الأبيض المتوسط التي يعتبر المغرب واحداً منها، فإننا إذا ما استثنينا بعض المدن المغربية التاريخية التي لا يزيد عددها عن أصابع اليد الواحدة، ممن حظيت ببعض الاهتمام، فإن جل المدن التاريخية المغربية تتآكل وتتداعى ومهددة بالانهيار، بدءاً من أسوارها وحتى أسقف أدوارها. ولأن الخاصية العامة لهذه المدن هي أن كل الأغنياء الذين كانوا يقطنونها، قد غادروا بعيداً عن أسوارها، وأنها ما عاد يقطنها سوى الفقراء تقريباً، فإن دعوة التأهيل التي أطلقتها ورشة عمل الاتحاد الأوربي تحتاج فعلاً إلى إنصات من طرف المسؤولين عندنا، لأن إدماج تأهيل مثل هذه المدن التاريخية، وحده الكفيل بإعادة الحياة الكريمة لمن يوجدون داخل أسوار هذه المدن، التي تظل على المستوى الروحي والتجاري نابضة بالحياة رغم كل شيء.