تم التأكيد اليوم الخميس ببرشلونة خلال الاجتماع التأسيسي للجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية أن هذه الهيئة الدائمة التي تضم ممثلي الجماعات المحلية والاقليمية بالاتحاد الأوروبي وشركائهم ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط ستشكل أداة هامة من أجل تعزيز التعاون المحلي والشراكة الاورومتوسطية. وأبرزت مختلف الكلمات التي ألقيت خلال الاجتماع التأسيسي للجمعية التي انتخب المغرب في شخص السيد محمد بودرا رئيس مجلس جهة تازةالحسيمة تاونات لتولي الرئاسة المشتركة للجمعية بجانب السيد لوك فان دين براند (بلجيكا) رئيس لجنة الاقاليم بالاتحاد الاوروبي، أن هذه الهيئة ستعمل أيضا على المساهمة في التقارب بين الشعوب المتوسطية وتحقيق التنمية المنشودة بحوض البحر الابيض المتوسط. وتميز الاجتماع التأسيسي للجمعية بحضور كاتب الدولة الاسباني في الشؤون الخارجية السيد أنخيل لوسادا ورئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا السيد خوسي مونتيا وعمدة برشلونة السيد جوردي إيريو. وخلال الجلسة الافتتاحية التي حضرها أزيد من سبعين من المنتخبين المحليين والإقليميين ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط، أكد كاتب الدولة الاسباني في الشؤون الخارجية أن الجماعات المحلية والاقليمية تضطلع بدور هام في مجال تعزيز الشراكة الاورومتوسطية. وقال السيد لوسادا "إننا منخرطون في عملية النهوض الاقتصادي الذي يتطلب مشاركة جميع الفاعلين المعنيين وخاصة الدول والجهات والمجتمع المدني" مشيرا إلى أن الشراكة الأورومتوسطية تعتبر إحدى أولويات الرئاسة الاسبانية للاتحاد الأوروبي. وذكر بأن تعيين الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط مؤخرا وتأسيس الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية "يشكلان دليلا على أننا نسير في الاتجاه الصحيح". ومن جهته، أكد السيد محمد بودرا الذي يتولى الرئاسة المشتركة للجمعية أن هذه الهيئة الاورومتوسطية ستكون أداة مهمة للتقارب بين شعوب المنطقة وتحقيق السلام العادل والتنمية المستديمة. وأبرز أن الجمعية الاورومتوسطية ستعمل على تعزيز الديمقراطية المحلية وتطوير التعاون بين الشمال والجنوب بحوض البحر الأبيض المتوسط، مضيفا أن الجماعات المحلية والاقليمية بحوض البحر الأبيض المتوسط تتوفر على المؤهلات اللازمة لتحقيق هذه الأهداف. وقال السيد محمد بودرا "إننا مقتنعون بأنه يجب أن تتعزز الاستراتيجيات الوطنية بضفتي حوض البحر الأبيض المتوسط بمشاركة السلطات المحلية والإقليمية لتحديد وتنفيذ استراتيجيات التعاون". و من جهة أخرى، أعلن السيد محمد بودرا أن برنامج عمل الجمعية لسنة 2010 سيركز على أربعة مواضيع رئيسية هي : التنمية الحضرية والترابية واللامركزية ومجتمع الاعلام ودعم المقاولات الصغرى والمتوسطية. ومن جهته، أكد السيد لوك فان دين براند أنه يتعين على الاتحاد من أجل المتوسط ألا يقتصر على الدبلوماسية التقليدية، مشيرا الى أن الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية تشكل التزاما على أرض الواقع في اتجاه إنجاز مشاريع محددة بفضل الجماعات الإقليمية والمحلية التي تعمل يوميا على تحسين أوضاع مواطنيها. وأضاف أن تأسيس الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية اليوم كهيئة مستقلة لكنها تهدف إلى خدمة الاتحاد من أجل المتوسط. ومن جانبه، شدد رئيس الحكومة المستقلة لكاطالونيا السيد خوسي مونتيا على أنه يتعين على الجهات والسلطات بحوض البحر الأبيض المتوسط أن توجه اليوم رسالة من التفاؤل تجاه القمة الثانية للاتحاد من أجل المتوسط التي ستنعقد خلال الستة أشهر الثانية من سنة 2010 ببرشلونة. وتتوخى الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية أن تشكل إطارا مؤسساتيا جديدا داخل الاتحاد من أجل المتوسط كهيئة مشتركة ودائمة تضم أعضاء اللجنة الدائمة للمناطق المحلية بالاتحاد الأوروبي ومنتخبين محليين ببلدان حوض البحر الأبيض المتوسط. كما تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز التعاون بين السلطات الإقليمية والمحلية في حوض البحر الأبيض المتوسط لإعطاء الشراكة الأورومتوسطية بعدا ترابيا بالإضافة إلى البعد البرلماني القائم بالفعل في إطار مسلسل برشلونة. و كان قد تم اقتراح فكرة إنشاء الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية ، التي تعتبر خطوة نحو تعزيز الاتحاد من أجل المتوسط ، من قبل لجنة الاقاليم التابعة للاتحاد الأوروبي خلال قمة إنشاء الاتحاد من أجل المتوسط التي انعقدت في باريس في يوليوز 2008. وستعمل الجمعية الإقليمية والمحلية الأورومتوسطية على تسهيل عقد اجتماعات بين الجماعات الترابية بالبلدان المتوسطية وخلق شبكات مستديمة لتبادل التجارب وتمكين ممثلي الجماعات المحلية والاقليمية في إطار الشراكة الاورومتوسطية من فتح حوار مباشر مع مؤسسات الاتحاد من أجل المتوسط والهيئات الأوروبية. وتتوخى هذه الجمعية أن تكون رافعة للحوار الاورومتوسطي وأداة لتعزيز الديمقراطية المحلية في المنطقة فضلا عن متابعة مشاريع التعاون بين الاتحاد الأوروبي وشركائه في جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط على أرض الواقع.