في مقال نشرته اليوم الجمعة صحيفة (الأخبار) اللبنانية، في صفحتها الثقافية، تحدث الأديب التونسي حسونة المصباحي عن الأديب المغربي الكبير الراحل محمد شكري، واصفا إياه بأنه (آخر شطار طنجة) المدينة التي قال إن شكري التصق بها أكثر من أي كان وكان يرى فيها العالم كله. واستعاد حسونة المصباحي بعض محطات من يوميات محمد شكري في طنجة، المدينة التي أحب دون غيرها واشتهر بها كما اشتهرت به، وقال إن شكري وفي أيامه الأخيرة ورغم أنه كان قد اقترب من السبعين من عمره لم يقلع عن الكثير من عاداته القديمة متحديا بذلك المرض والشيخوخة ومتاعبهما. واستطرد المصباحي يقول .. كان آخر شطار طنجة رجلا حرا بالمعنى الحقيقي للكلمة "(..) وفي طنجة حيث كان يعيش منذ سن السابعة، ورغم الشهرة التي كان يتمتع بها، كان يسعى دائما إلى أن يكون متوحدا بنفسه بعيدا عن المجموعات، سواء كانت سياسية أو ثقافية، منصرفا إلى حياته الخاصة انصرافا يكاد يكون كليا". وأشار إلى "عدد من صداقات شكري من كبار الكتاب العالميين والمغاربة من قبيل جان جيني وتينيسي ويليامز ومحمد زفزاف ومحمد بنيس ومحمد برادة والطاهر بن جلون وألبرتو مورافيا، مذكرا بأن شكري كان شديد الارتباط بطنجة وصورها في رائعته (الخبز الحافي) مفعمة بالشقاء والعذاب، وللحصول على قوته اليومي، كان عليه أن يمارس التهريب ويبيع السجائر...". وأضاف المصباحي أنه في جميع أعمال شكري "من (لخبز الحافي) و(السوق الداخلي) و(الخيمة) و(مجنون الورد) و(زمن الأخطاء) و(وجوه) وغيرها، تحضر طنجة بقوة وتظهر بحياتها الليلية الصاخبة وبمهمشيها وأشقيائها " (..) كأنها البطل الثاني بعد محمد شكري في أعماله. وخلص هذا الأديب التونسي إلى أنه "ربما لهذا السبب، كان يحرص على أن يقول -أنا كاتب مغربي من طنجة!- وهو على حق في ذلك، إذ إننا لا نعثر في مجمل أعماله إلا على إشارات قليلة لبعض المدن الأخرى، مثل العرائش وتطوان وأصيلة والدار البيضاء".