انطلقت اليوم الثلاثاء بالعيون، فعاليات الملتقى الدولي الرابع للمنظمات غير الحكومية المنظم تحت شعار "أي دور للفاعل المدني في التنمية الجهوية". ويتوخى المنظمون من هذا الملتقى خلق فضاء للحوار وتبادل الآراء بين ممثلي الجمعيات الوطنية والدولية حول مواضيع تهم، بالأساس، الديمقراطية والتدبير المحلي التشاركي والحكامة الجيدة والتكوين وكذا التأسيس لحركة جمعوية حقيقية ذات قوة اقتراحية قادرة على بلورة تصورات حول التنمية الجهوية. وأبرز رئيس الفيدرالية الجمعوية للتنمية والتكوين بالمغرب السيد عبد السلام حيون، في كلمة افتتاحية، دور العنصر البشري في المساهمة في تحقيق التنمية المحلية، مؤكدا أن ذلك لن يتأتى إلا إذا تلقى هذا العنصر البشري تكوينا ملائما وأفسح له المجال لبلورة آرائه على أرض الواقع. وأضاف أن اختيار شعار هذه الدورة نابع من إيمان الجميع بأن تحقيق التنمية رهين باستحضار الفاعل المدني الخبير والملم بالقضايا المحلية وأضحى إشراكه ضرورة ملحة في العملية التنموية. من جهته، أكد رئيس الملتقى السيد رشيد أبيدار أن الفاعل الجمعوي الذي يعد شريكا استراتيجيا في العمل التنموي، بإمكانه بلورة تصورات ومبادرات حول التنمية الجهوية في سياق عمل تشاركي هادف. وأبرز أهمية التنسيق بين مختلف الفاعلين في جمعيات المجتمع المدني في النهوض بالحركة الجمعوية التي يمكن أن تضطلع بدور تكوين وتأهيل العنصر البشري القادر على المساهمة في التنمية الجهوية. من جانبه، أشار مدير الملتقى السيد جمال مكماني إلى أن التأسيس لمجتمع مدني قوي أصبح ضرورة ملحة ومسؤولية مشتركة، داعيا الى ربط جسور التواصل بين الفاعلين المدنيين والدوليين وفتح نقاش جاد يتحمل فيه الفاعل المدني مسؤوليته من أجل الرقي بدوره إلى مستوى المشارك المبادر. وركزت تدخلات الجمعيات المساهمة في تنظيم الملتقى على العلاقة بين المجتمع المدني وباقي مكونات المجتمع ودور الفاعل المدني في تأطير مجتمع قادر على ملامسة الإشكاليات الحقيقية التي يعرفها الواقع المحلي، مبرزة أن هذا الفاعل المدني مطالب على المستوى الجهوي بالتكيف مع المعطى الإداري والسياسي المتعلق بالجهوية في بعدها التنموي. وتتواصل أشغال هذا الملتقى، المنظم على مدى يومين، بتنظيم ندوة حول موضوع "دور الجهوية وعدم التمركز في التنمية"، وورشات ستتناول "الجهوية الموسعة من وجهة نظر الفاعل المدني" و"العلاقة بين السلطة والهيئات المنتخبة والفاعل المدني من أجل حكامة رشيدة وتنمية مستدامة" و"دور العنصر البشري في تحقيق التنمية" و"الجهوية والمواطنة". وتشارك في هذا الملتقى، الذي تنظمه الفيدرالية الجمعوية للتنمية والتكوين بالمغرب بتنسيق مع "جمعية إيثار للتنمية الاجتماعية" وبتعاون مع جمعية "الجنوب للهجرة والتنمية" وجمعية "مجموعة البحث والدراسات حول ساحل الصحراء"، إلى جانب جمعيات وطنية ومحلية جمعيات تمثل دول الأردن والعراق وفرنسا.