انسجاما مع الخيارات الكبرى للمجتمعات الحديثة ،و التي تراهن على الجهوية الموسعة كإحدى آليات تدبير الاختلاف ،و التنوع الثقافي، في سياق تعزيز ممارستها الديمقراطية، و الرهان عليها كمدخل أساسي لتحقيق التنمية المنشودة. فلتفعيل هذه الجهوية يجب إشراك الفاعل المدني باعتباره قوة اقتراحيه، و حاملا لخصوصيات و هموم الجهة التي ينتمي إليها. إن استحضار الفاعل المدني قد أصبح من أبجديات قيام أي مشروع حضاري حداثي، لما له من أهمية قصوى وملحة، في تدبير الشأن العام محليا و إقليميا ووطنيا. كما أن تفعيل أدوار الفاعل الجهوي المدني يحضر كأولوية أساسية لأية تنمية اجتماعية أو اقتصادية أو بشرية عامة. من هذه التوطئة وهذا المنطلق، نصل إلى قناعة مفادها أن المجتمع المدني اليوم،و انطلاقا من أدواره الفاعلة و الإيجابية ،قد أصبح شريكا استراتيجيا لمواكبة كل الرهانات، جنبا إلى جنب مع السياسي و الاقتصادي، من أجل رفع التحديات الحقيقية للدفع بالتطور الديمقراطي و السياسي و الثقافي و الاجتماعي لأي بلد يسعى إلى سن الديمقراطية. في هذا الإطار تستضيف مدينة العيون عاصمة الأقاليم الجنوبية من29مارس إلى 1 أبريل 2010 الملتقى الدولي الرابع للمنظمات الغير الحكومية، المنظم من طرف الفيدرالية الجهوية للتنمية و التكوين بالمغرب، و بالتنسيق مع جمعية إيثار للتنمية الاجتماعية، و بتعاون مع جمعية الجنوب للهجرة و التنمية و جمعية البحث و الدراسات حول ساحل الصحراء، و قد حمل هذا الملتقى شعار : "أي دور للفاعل المدني في التنمية الجهوية" و جاء من بين أهداف هذا الملتقى : * خلق فضاءات للحوار الجمعوي ، ومضاعفته مع الفاعلين المحليين والدوليين وما مدى قدرة الديمقراطية المحلية والتدبير المحلي للجمعيات على كسب الرهان،للعمل عن قرب مع الجمعيات الدولية وبأية إستراتيجية محلية؟ * الارتكاز على مبادئ الحكامة الجيدة، وإبراز كفاءات جديدة في ميدان التنمية التشاركية ،والاجتماعية، من خلال برنامج التكوين، وتبادل الخبرات المباشر، على المستويين الوطني والدولي.التخطيط لمواكبة جميع المشاريع التنموية ،بالانفتاح على الخبرات والمتخصصين ،بهذا تفرض هيئات المجتمع المدني نفسها كقوة اقتراحيه واستشارية ،لا يمكن تجاهلها كوسيط معتمد ونزيه ،بين المواطنين والدولة. * التتبع الميداني لعمل الجمعيات التنموية عبر التراب الوطني. * ضرورة تقوية العمل الجمعوي في مجال التنمية وتعزيز المقاربة التشاركية، والانفتاح على الهيئات الدولية، في وضع الخطط لمواجهة أثار انعكاسات الأزمة العالمية الراهنة. وفي باب آخر ،يعرف هذا الملتقى مجموعة من المداخلات و الورشات. * المداخلات : - أهمية نظام الجهوية و الحكامة الرشيدة في التنمية . - قواعد التنمية المستدامة. - خصائص التنمية البشرية. * الورشات : - تصور دور الفاعل المدني للجهوية الموسعة. - السلطة- الهيئات المنتخبة – الفاعل المدني: أية علاقة من أجل حكامة و تنمية مستدامة. - العنصر البشري عامل التنمية و غايتها. - الجهوية و المواطنة تكامل أو تقابل. أما الأسماء الوازنة التي ستنشط المحاضرات و الندوات فهي : - الأستاذ المهدي لحلو : أستاذ التعليم العالي – خبير دولي في الاقتصاد و مستشار البنك الدولي. - الأستاذ مولاي أحمد العيراقي : وزير سابق – خبير دولي في التنمية – أستاذ بكلية الطب . - الأستاذ المنصوري إبراهيم : أستاذ جامعي و مدير مجموعة البحوث بالقاضي عياض – خبير اقتصادي . - الأستاذ أحمد البدوي. متصرف بوزارة التربية الوطنية – باحث في العلوم السياسية. - عبد المقصود الراشدي : باحث في علم الاجتماع و رئيس المنبر متوسطي للمنظمات الغير حكومية .