أكد السيد عبد الكريم بناني رئيس رابطة الجمعيات الجهوية أن التنمية الاجتماعية تشكل جانبا هاما من الجوانب المؤسسة للجهوية، مشددا على أن المقاربة التي دعا صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى اعتمادها في تطبيق الجهوية تعد نموذجا رائدا. وأوضح السيد بناني، في كلمة ألقاها خلال لقاء علمي نظمته الرابطة، مؤخرا بالرباط حول موضوع "الجهوية الموسعة والتنمية الاجتماعية" بهدف دعم هذا المشروع باقتراحات وتصورات علمية، أن هذا اللقاء توخى إغناء النقاش والحوار والمساهمة الفاعلة في هذا الورش الهيكلي الكبير الذي يؤسس لمغرب جديد، قوي بمؤسساته ومقوماته ونظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي. وأبرز السيد بناني الأهمية التي يكتسيها ما تحمله الجمعيات المكونة للرابطة من توجهات أساسية ذات طابع سوسيو-اقتصادي وثقافي. وقال إن هذا التشكيل الجمعوي ارتأى أن يتعامل مع الموضوع في جانبه الاجتماعي نظرا لخصوصيات الجمعيات الجهوية التي تباشر عملها في إطار سوسيو اقتصادي واجتماعي بالدرجة الأولى، وتماشيا مع النداء الملكي السامي بإشراك المجتمع المدني في الحوار والنقاش حول المواضيع الوطنية الكبرى. وأضاف أن هذا اللقاء العلمي يأتي كذلك تماشيا مع الرغبة الملكية السامية واضحة المعالم التي تضمنها خطاب جلالة الملك بمناسبة تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية، حيث أكد جلالته بقوة على مبادئ أساسية كالديمقراطية والحكامة والتنمية المندمجة والتضامن والهوية الوطنية الموحدة. وأبرز رئيس الرابطة أن النموذج الذي دعا إليه جلالة الملك ينطلق من فكرة "إبداع منظومة وطنية متميزة للجهوي، بعيدا عن اللجوء للتقليد الحرفي أو الاستنساخ الشكلي للتجارب الأجنبية"، معتبرا أن المغرب، الذي يعرف منذ سنوات تغيرات جذرية وعميقة ورهانات استراتيجية كبرى، يعيش حاليا تحولات إيجابية تقويه يوما بعد يوم وتفسح له أسباب المناعة والمنافسة والمبادرة. من جهتها، قدمت السيدة نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، عرضا أبرزت من خلاله منجزات واستراتيجية الوزارة في مجال سياسة التنمية الاجتماعية، مشيرة إلى الأهمية القصوى التي أصبحت تكتسيها شبكات المجتمع المدني، ولاسيما الجمعيات الحاملة للأمل والابتكار والقيم الديمقراطية، جهويا ووطنيا ودوليا. وذكرت الوزيرة ببرنامج الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الواسع الذي انخرطت فيه المملكة عبر اعتماد مقاربة شمولية ومندمجة تضع العنصر البشري في صلب هذه الإصلاحات، مبرزة أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ترتكز على مقاربة متجددة تقوم على المشاركة والقرب وتحديد الفئات المستفيدة، وتعزيز قدرات الفاعلين المحليين. من جهتهم، شدد مختلف المتدخلين، خلال هذا اللقاء العلمي، الذي شارك فيه ممثلو 26 جمعية، على أن مشروع الجهوية الموسعة في علاقته بالتنمية الاجتماعية، يعد تعبيرا عن وجود إرادة تغيير لنمط تدبير المجال التنموي، لمواجهة الفقر والتهميش والإقصاء وفق قواعد القرب والحكامة والتقطيع الترابي. وقد تضمن برنامج هذا اللقاء العلمي عدة مواضيع تناولت "السياسة الاجتماعية .. عنصر مؤسس للجهة" و"من الجماعات المحلية إلى الجهوية الموسعة" و"مساهمة الجهات في إنشاء الثروات" و"دور وكالات تنمية الأقاليم .. وكالة تنمية الجهة الشرقية نموذجا" و"موارد تمويل مشاريع التنمية للجهة" و"الحكامة الجهوية والمقاربة التشاركية" و"الجوية الموسعة .. وجهة نظر الجغرافي".