قالت البروفسور حكيمة حميش ,رئيسة الجمعية المغربية لمحاربة (السيدا)،إن احتضان المغرب للمؤتمر الفرنكفوني الخامس حول داء فقدان المناعة المكتسبة يعكس الأهمية المتنامية للتبادل القائم بين الشمال والجنوب في مجال مكافحة (السيدا). وأوضحت البروفسور حميش في كلمة ألقتها،مساء أمس الأحد بالدار البيضاء خلال افتتاح أشغال هذا المؤتمر ،الذي تنظمه الرابطة الفرنكفونية للفاعلين في مجال مكافحة السيدا من 28 إلى 31 مارس تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس,أن إفريقيا،التي تعد أكثر القارات معاناة من آفة السيدا،ممثلة في المؤتمر بنسبة 45 في المائة من مجموع المشاركين (1300) وبأزيد من 56 من الخلاصات والتقارير التي تم قبولها. وأشارت إلى أن اللجنة التنظيمية للمؤتمر حرصت على إعداد برنامج متوازن يشمل البحث والتكفل الطبي والعلوم الاجتماعية والتعبئة الجماعية،مما سيسمح لمختلف الفاعلين في مجال محاربة السيدا من تبادل التجارب والوقوف على الأجوبة الخاصة بهذا الوباء في المجال الفرنكفوني. وتابعت أن حضور المدراء التنفيذيين ورؤساء عدد من المنظمات الدولية يعكس الأهمية التي يوليها هؤلاء لأشغال هذا لمؤتمر،مما يشكل فرصة للتبادل حول الكيفية التي تجعل الفاعلين الفرنكفونيين،أكانوا من الشمال أو الجنوب،أكثر حضورا في ميكانزمات الحكامة بهذه المنظمات. وأوضحت أن المؤتمر ينعقد في ظرف ينشغل فيه الأطباء والباحثون والمناضلون في الشمال والجنوب بقضية حصول الجميع على الدواء سنة 2010،مبرزة في هذا الصدد أن "أقل من 50 في المائة من الأشخاص الذين يعيشون بالفيروس يحصلون على الدواء،وأن الوباء ينتشر بسرعة مضاعفة ثلاث مرات مقارنة مع وثيرة العلاج". وعبرت عن قلقها إزاء عملية تمويل الصندوق الدولي الذي يعيش بفضله ملايين البالغين ومئات ملايين الأطفال،مشيرة إلى أن تعبئة الجميع أمست حاجة ضرورية أكثر من أي وقت مضى في ظل الأزمة المالية التي يمر منها الصندوق الدولي. وقالت إن مقاومة (السيدا) أمر لا يمكن فصله عن الجهود التي تبذل من أجل تنمية مستدامة ولتحقيق مجتمع متساو ونظام صحي ذي جودة،داعية بالمناسبة إلى ضرورة القيام بتحكيم لحماية الملكية الفكرية حينما يكون الأمر شرعيا وضروريا،وضمان الولوج إلى الصحة وتوفير الأدوية لساكنة بلدان الجنوب. ونبهت إلى أهمية التشخيص وما يشكله بدوره من تحد كبير اعتبارا لملاحظات المنظمة العالمية للصحة التي سجلت التأخر الكبير والصارخ في هذا الشأن في بلدان الجنوب،مبرزة أن محاربة (السيدا) تقتضي الكفاح من أجل حقوق الأشخاص الحاملين للفيروس وكل الجماعات ذات القابلية للإصابة بهذا الأخير،وذلك إما لتهميشها اجتماعيا أو ثقافيا أو قانونيا.