أثنى المشاركون في ندوة دولية نظمت اليوم الأربعاء تحت شعار "التعايش السلمي اليهودي-الاسلامي ممكن (المغرب نموذجا)" على التعايش السلمي الذي ساد دوما بين المسلمين واليهود في المغرب. وشكل هذا اللقاء، الذي نظمته جمعية (الحضور الدائم لليهود المغاربة)، والذي حضره مؤرخون وباحثون وجامعيون مغاربة مسلمون ويهود، مناسبة لإبراز التوازن الثقافي والسياسي الذي كان قائما بين المسلمين واليهود في المغرب. وأشار المشاركون إلى أن هذا التعايش رسخه الجانب السياسي، المستند على المفهوم الديني الإسلامي "أهل الذمة" الهادف إلى حماية اليهود. وأكدوا أن اليهود المغاربة عاشوا حضارة أصيلة تميزت بالتعايش الثقافي والاقتصادي والاجتماعي مع كل مكونات المجتمع المغربي. ولاحظ المشاركون أن اليهود المغاربة يعبرون عن تعلقهم الوجداني العميق ببلدهم الأصلي ويعملون على المحافظة على الذاكرة اليهودية المغربية ورموزها وخاصة العرش العلوي. وأبرزوا أن هذه اليهودية المغربية هي "كنز ديني وفكري" وتشكل جزء مندمجا من تاريخ المملكة، مشددين في هذا الصدد على ضرورة العمل على المحافظة على هذا التراث الذي يعود تاريخه إلى ألفي سنة. وتميزت هذه الندوة بتقديم عدد من الشهادات حول التعايش بين المسلمين واليهود في المغرب. وأكد الكاتب روبير أسراف، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، على أهمية هذه الندوة التي تؤكد على أن اليهود المغاربة عبر العالم لا زالوا متشبثين أكثر ببلدهم الأصلي وأن "ثقافتنا الأسرية وطقوسنا الدينية مغربية". وأضاف مؤلف كتاب "اليهود المغاربة عبر العالم" والرئيس الشرفي لجمعية (الحضور الدائم لليهود المغاربة) أن "هويتنا المغربية هي دائمة وأنها تتعزز سنة بعد سنة ومن جيل لآخر"، مشيرا الى أن اليهود المغاربة لن ينسوا أبدا أنهم كانوا محميين قرابة خمسة قرون. من جهته، أوضح السيد إيفريم ريفيلين أستاذ بجامعة باريس 8 أن هذه الندوة تعتبر وقفة تأمل في ذاكرة الماضي، مؤكدا أن تشبث اليهود المغاربة بوطنهم هو تعبير واضح عن المكانة الخاصة التي حظوا بها في المغرب. يذكر أن هذه الندوة، التي تندرج في إطار الجولة الهوياتية الثانية للجمعية بالجنوب المغربي (10-21 مارس الجاري)، نظمت بتعاون، على الخصوص، مع إدارة الدراسات العبرية بجامعة باريس 8، و(كازا سيفاراد بقرطبة) (إسبانيا)، ومركز الأبحاث حول اليهود بالمغرب، ومجموعة البحث والدراسات حول اليهود المغاربة، والطائفة اليهودية بمراكش. وستقود الجولة الهوياتية الثانية لجمعية (الحضور الدائم لليهود المغاربة) المشاركين بمراكش إلى أرفود مرورا بأوكايمدن ووادي أوريكا، والصويرة، ودمنات، وورزازات، وتنغير وكلميمة.