احتضنت الكلية المتعددة التخصصات بالرشيدية،مساء أمس الأربعاء،لقاء أدبيا خصص للروائي المغربي موحى سواك ومؤلفاته وخاصة روايته الجديدة باللغة الفرنسية "إي بليس سي أفينيتي" (وأبعد إذا حصل تفاهم). وكان أعضاء النادي الأدبي بهذه الكلية قاموا في بداية هذا اللقاء يتقديم قراءة لرواية سواك الجديدة انطلقت من الملاحظات على هوامش هذا المؤلف والقصص والشخصيات التي يتضمنها والتناص والعناصر الإخبارية وكذا مضمون النص الروائي وتاثيراته،ليستنتجوا أن الكاتب يتميز بأسلوبه الواقعي وبالسرد الغني على المستوى السيميولوجي وبالعديد من القيم الاجتماعية. وتحكى الرواية عن حلم الهجرة لدى مستعملي الأنترنيت المغاربة الشباب والزواج الوهمي مع غربيين متقدمين في السن. وتتناول الرواية (125 صفحة من الحجم الصغير)،وهي الثامنة من إنتاج روائي متواصل لموحى سواك،حكايات تبدو متنافرة ظاهريا ولكنها في العمق تصب في المصب ذاته وهو غرق فئة من الشباب المغربي في البحر الافتراضي للأنترنيت في البحث عن الآخر المخلص الافتراضي. وفي إطار مسار سردي متميز،يتناول كاتب "سنوات أو" شبابا مغاربة هم عزيز داي وحميد ركد وسمير أميس وزوزو نافيل الذين تتمثل هوايتهم الخاصة في قضاء ليال بيضاء أمام الشاشة منتقلين من قارة إلى أخرى وهدفهم الوحيد المحادثة عبر النيت مع ماريا دولوريس وإيفون ديلا وإيفيت وكذا مع جان سيربانتي. ويختزل العنوان الذي اختاره الكاتب لروايته "إي بليس سي أفينيتي"،الذي يوحي بالدعوة إلى تجاوز الصداقة إلى مرحلة أبعد إذا حصل التفاهم المتوخى،طريقة للفهم وأملا معلقا على كابلات رقمية ولكنه يفسر أيضا الحلم الذي يسكن قسما من الشباب المغربي يسعى إلى التقرب من الآخر من خلال صداقة أو ثم "تجاوزها إلى ما هو أبعد إذا حصل التفاهم". وتسلط رواية موحى سواك الجديدة الأضواء على بعض العلاقات المتداخلة مع "الآخر الأوروبي بالخصوص " واختلاف الثقافات والعادات والتقاليد والسن والعقلية والمستوى التعليمي والطموحات ونمط العيش . يذكر بأن موحى سواك،وهو أستاذ للغة الفرنسية بمدينة الرشيدية،ألف العديد من الروايات والمجموعات القصصية والدواوين الشعرية باللغة الفرنسية من بينها "سنة الكلبة" و"إبليس " و"سنوات أو" و"آمال للعيش " و"الرحيل الكبير" و"اللاعبون" و"زوجة الجندي".