تحتضن مدينة تطوان من رابع إلى سابع مارس الجاري الدورة الثانية للقاء الدولي لمنشطي ومنسقي برنامج "تقبل الآخر في مخيلة الطفل والمراهق"، بمشاركة أزيد من ثمانين منسقا ومنشطا من إسبانيا وإيطاليا وفرنسا وتونس والكامرون والمغرب. وذكر بلاغ لمؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي، الجهة المنظمة لهذه التظاهرة، أنه سيتم خلال هذا اللقاء مناقشة وتحديد الخطوط العريضة للأنشطة التي ستقيمها البلدان المنخرطة حاليا، من خلال مؤسساتها التعليمية، في برنامج "تقبل الآخر في مخيلة الطفل والمراهق". وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج، الذي كان قد أطلق بإسبانيا سنة 2000، يهم حاليا أزيد من 10 آلاف تلميذ بالبلدان التي أقرت هذا البرنامج وأدخلته ضمن أنظمتها الثقافية والتربوية. ويندرج هذا اللقاء، الذي سينظم بتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لطنجة-تطوان وبدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي، في إطار برنامج التعاون المغربي الإسباني (المعتمد)، وهي مبادرة تشرك المؤسسات بالبلدين في "نشاط دائم للتعاون بحقلي الثقافة والتربية". ويهدف هذا البرنامج، الذي يشكل إطارا للتربية على القيم، إلى تكريس الوعي بأهمية البعد الثقافي، مع الحث على التفكير بشأن الدلالات العميقة للتعايش واحترام الاختلاف والتنوع. ويعتبر هذا البرنامج، الذي يشكل فضاء مفتوحا للنقاش والإبداع، مبادرة تروم تكريس ثقافة السلم، وتمكن هيئة التعليم والتلاميذ من وسائل التحسيس بأهمية الحوار والتنوع في إطار أنشطة تشجع على فهم الآخر وعلى مشاركة التلاميذ وحثهم على الإبداع من خلال تجارب تتمحور حول التكوين والتفكير والنقاش والتخييل الأدبي والأسفار والارتجال المسرحي والحكي إضافة إلى تعبيرات فنية أخرى. يشار إلى أن مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي عملت منذ تأسيسها سنة 1991، على تسخير التربية باعتبارها نموذجا للأخلاقيات والتعايش.