وصل حوالي 2400 طالب فرنسي وأوربي على متن سيارات "رونو إل 4" العتيقة نهاية الأسبوع الجاري إلى ميناء مدينة طنجة في إطار الدورة 13 للحاق "كأس إل 4". وخلال الساعات الأخيرة من ليلة السبت والساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، حطت على أرصفة ميناء مدينة طنجة 1200 سيارة من نوع "رونو إل4" ، بالإضافة إلى 54 عربة خاصة بالطاقم التقني والإداري المرافق ( سيارات رباعية الدفع، شاحنات، مقطورات الدعم التقني) . وحل المشاركون بميناء طنجة على متن ثلاث رحلات بحرية قادمة من ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني نحو سفر إنساني يربط ضفتي البحر الأبيض المتوسط، إذ أعطيت انطلاقة اللحاق يوم الخميس الماضي في وقت متزامن بملعب فرنسا الدولي ( سطاد دوفرانس ) بسان دوني بالضاحية الباريسية وبمدينة بوردو. ومن المنتظر أن تقود هذه الرحلة المشاركين إلى مدينة مراكش بعد مغامرة ممتعة بين الكثبان الرملية لمرزوكة وقرى قمم الأطلس والوديان التي تخترق الهضاب، على طول 6 آلاف كيلومتر. ومن مدينة طنجة، ينطلق اللحاق الفعلي ليجوب مجموعة من روائع المناظر الطبيعية. ولم يخف الطلبة المشاركون في هذا اللحاق فرحتهم بالمشاركة في هذا اللحاق، الذي يعد أكبر تظاهرة طلابية في فرنسا، على متن سيارة تعتبر رمزا للسيارات الشعبية خلال سنوات السبعينات بأوروبا. كما يرفع اللحاق لواء حماية البيئة من خلال جائزة "دولواط إل4 لرهان البيئة"، والتي تمنح لأفضل مشرع "أخضر" يحترم البيئة ، كإعادة تدوير النفايات التي تخلفها المخيمات التي يتوقف عندها اللحاق في نهاية كل محطة. كما تم التفكير في التخفيف من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من خلال تركيب الألواح الشمسية في هذه المخيمات. ويعد اللحاق سباقا للتوجيه وليس مسابقة للسرعة وتحقيق أفضل توقيت، إذ يزود المشاركون بخريطة للطريق وبوصلة، يتمكن من خلالها السائق ومساعده من تحديد أقصر مسار يجب عبوره بدقة بين نقطتي بداية المرحلة ونهايتها، إذ تمتد كل مرحلة على مئات الكيلومترات، يتعين معها اتخاذ احتياطات متعددة للحفاظ على هذه السيارات المتقادمة من العطل. وبعد عدة مراحل بقمم الأطلس وهضاب وادي درعة ثم كثبان مرزوكة، سينتهي هذا اللحاق بمدينة مراكش، بتنظيم سهرة كبرى لتوزيع الجوائز على الفائزين في مختلف منافسات هذا اللحاق. ويذكر أن اللحاق أحدث سنة 1996 بمبادرة من وكالة "ديزيرت تور" وإحدى المدارس العليا بمدينة رين الفرنسية، إذ أصبح تظاهرة مشهورة تجلب العديد من المشاركين سنويا، حيث انتقل عددهم من 160 خلال الدورة الأولى إلى 2400 مشارك خلال الدورة الحالية.