قدمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، المجلدات الأربعة الجديدة التي أنجزها فريق العمل ولجنة القراءة من موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب. ويقع هذا العمل الموسوعي، الذي قدم في إطار الأنشطة المواكبة للدورة 16 للمعرض الدولي للنشر والكتاب (12 - 21 فبراير الجاري)، في 1050 صفحة وأنجزه 63 باحثا. وفي كلمة بالمناسبة، اعتبر محمد الهجابي عضو فريق العمل المكلف بصياغة الموسوعة أن هذا العمل الضخم سيشكل حدثا في البحث العلمي تحتاجه الجامعة ومراكز البحث المغربية داعيا الباحثين والمهتمين وذوي الأعلام من رجال الوطنية والمقاومة ونسائها إلى إغناء الموسوعة بمعلومات وشهادات جديدة. وأضاف الهجابي أنه تم التوصل ب 500 مادة استخرجت منها 385 على أساس مقاييس العلمية والمفاضلة والشهادة ومرتكزات الرواد ومراعاة التوازن بين المناطق والقطاعات المهنية وإيفاء المساندين الأجانب حقهم مشيرا بالخصوص إلى حداثة كتابة التراجم بالمغرب وأهمية الدعامات في تعزيز المتون. وأوضح مصطفى الجوهري الأستاذ الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، من جهته، أن صناعة هذه الموسوعة، "عمل متفرد" لامس قضايا وطنية كبرى بالرغم من الصعوبات المتعددة التي تواجهه. وأضاف الجوهري الكاتب العام لجمعية رباط الفتح للتنمية المستديمة أن هذا العمل الموسوعي لا يهدف فقط للتدوين بل لكتابة تاريخ مرحلة بنيوية في التاريخ الحديث لأنه تاريخ واقعي معيش وأفرز واقع المرحلة مشيرا إلى أن الأعلام الذين ذكرتهم الموسوعة ينتمون لشرائح اجتماعية مختلفة تجمعهم رؤية وطنية واحدة ويلتقون في مبادرات اجتماعية. وأشار إلى أن هدف صيانة الذاكرة الوطنية الذي تصبو إليه المندوبية يتمثل في قيامها بأنشطة ثقافية مكثفة مركزيا وجهويا، وإصدارها منشورات كثيرة حققت تراكما وثائقيا بالرغم من شح المصادر وندرة الوثائق، ومجلات متخصصة محكمة من قبيل "الذاكرة الوطنية". وتم في الختام تقديم كتاب باللغة الفرنسية للأستاذ محمد الخصاصي سفير المغرب المعتمد بدمشق حول "المغرب في مواجهة فرنسا إبان غزو واحتلال الجزائر".