نعت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير الأستاذ والوطني الراحل المهدي بنونة، الذي انتقل إلى عفو الله، فجر يوم أمس الثلاثاء بالرباط عن سن 92 عاما. وذكرت المندوبية السامية، في بلاغ لها اليوم الأربعاء، بأن المرحوم المهدي بنونة نشأ في بيت علم ودين ووطنية حيث نهل من معين والده الفياض رائد الحركة الوطنية في شمال المغرب المرحوم الحاج عبد السلام بنونة مشيرة إلى أن حاضرة تطوان العريقة، التي أنجبت الراحل، "شهدت فصولا غامرة من الأحداث والوقائع التاريخية الشهيرة وأسهمت فيها بكل قوة وفاعلية". وأضاف المصدر أنه "في هذا الفضاء الغني برصيده التاريخي والقيمي، رأى النور هذا المثال الرائع والقدوة المتميزة من رجالات المغرب الخالدين سنة 1918، في زمن حافل بالتحديات المتمثلة في التعبئة الوطنية لمناهضة الوجود الاستعماري الذي جثم على أرض المغرب سنة 1912، مقسما أجزاءه وساعيا إلى التوسع وبسط هيمنته وإحكام نفوذه ، وبانطلاق الانتفاضات الشعبية التي عرفتها جهات المملكة لمقاومة الاحتلال ومنها معارك الريف البطولية". وبعد عودة المهدي بنونة إلى المغرب من نابلس (فلسطين) والقاهرة (مصر) حيث درس وباشر العمل الصحفي، رأس تحرير جريدة (الحرية) بتطوان، وانخرط في غمرة العمل النضالي ضمن اللجنة المركزية لحزب الإصلاح الوطني. وفي سنة 1947 أسس بنيوريورك "مكتب الحركات الاستقلالية لبلدان شمال إفريقيا" (المغرب والجزائر وتونس)، حيث بادر إلى أعمال رائدة ومبادرات مكثفة وحثيثة للتعريف بالقضية الوطنية وإسماع صوت التحرير، إلى حين رجوعه من جديد إلى المغرب ليرأس صحيفة "الأمة" بتطوان، ويسهم رفقة ثلة من المواطنين في تأسيس عدد من النقابات، وحظي بتولي منصب الأمين العام للنقابات بشمال المغرب إلى أن انتقل إلى الرباط سنة 1956 ليلتحق بالديوان الملكي في قسم الصحافة والعلاقات العامة إلى أواخر سنة 1958. وأبرزت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير النشاط الوطني المتميز للفقيد، الذي انتخب سنة 1975 أمينا عاما لمالية الرابطة الدولية لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر بجنيف. ونوهت بالتعامل الإيجابي للمرحوم مع قطاع المقاومة وجيش التحرير، ومشاركته الوازنة في مضمار صيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بمخزونها ومكنونها، وإسهامه في الجزء الأول من موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير بالمغرب، حيث شارك في هذا الإنجاز الموسوعي الهام بدراسة حول موضوع "تأسيس مكتب المغرب في نيويورك" أغناه بتوثيقه بإرهاصات هذا العمل ولقائه ببطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس في 28 ماي من سنة 1947 في موضوع تأسيس هذا المكتب وما تلقاه من دعم جلالته طيب الله ثراه ومساندة تامة لانطلاق هذه المبادرة الكبرى وتحقيق غاياتها السامية. كما حرصت المندوبية السامية على التعريف بتراث هذا المؤرخ والكاتب والوطني الكبير، حيث نشرت مجلة الذاكرة الوطنية في عددها الثامن دراسة وافية عن كتاب المرحوم الأستاذ المهدي بنونة "المغرب ...السنوات الحرجة"، قام بها الأستاذ أحمد المكاوي تحت عنوان: "المغرب: السنوات الحرجة" النضال الدبلوماسي عبر مكتب المغرب في نيويورك".