نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الأربعاء بالرباط، لقاء للتعريف بالمجلدات الثالث والرابع والخامس والسادس من الجزء الثاني من موسوعة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير الخاصة بأعلام الحركة الوطنية والثقافية والنقابية والفرنسيين الأحرار. وتتناول هذه المجلدات، التي تقع في 1050 صفحة جوانب منيرة من حياة زهاء 360 علما من رجال ونساء الحركة الوطنية وفعاليات الحركة النقابية والثقافية والتربوية والدعوية من شمال المملكة وجنوبها وشرقها وغربها. وزينت هذه المجلدات بالدعامات والنوافذ من صور ووثائق ومستندات تاريخية مرجعية والتي تعد ثمرة مجهود كان الهدف منه تجميع مخزون معرفي للقيم والمثل العليا في خدمة الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه والدفاع عنه. وقال السيد مصطفى الكتيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في كلمة بالمناسبة، إن هذا الإنجاز العلمي يندرج في سياق مبادرات المندوبية واشتغالها لصيانة الذاكرة الوطنية والتعريف بصفحات التاريخ الجهادي المغربي والعمل على إغنائه. وأوضح السيد الكتيري أن هذه المجلدات الأربعة تأتي في إطار مواصلة الاعتماد على منهجية علمية رصينة لتقدم أعلام الحركة الوطنية والثقافية والنقابية في المغرب والفرنسيين الأحرار الذين ناصروا وساندوا استقلال المغرب. كما أبرز أن هذا المشروع الموسوعي، الذي يدون ويوثق لأعلام الوطن ورموزه ورواده في كافة حقول المعرفة الفكرية والثقافية وفي العلوم الاجتماعية والإنسانية وفي معترك الحياة السياسية الوطنية والنضالية والدعوية، يتوخى عبر تصور شامل ومتكامل إبراز الوجوه المرموقة والبارزة التي صنعت الأمجاد الوطنية والملاحم البطولية ورصعت سجل الذاكرة التاريخية الوطنية والمحلية. واعتبر أنه من الواجب إنصاف تاريخ نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وتسليط الأضواء على الصفحات المضيئة والزوايا المغمورة من مسيراتهم التاريخية والنضالية، وتقريبها من المهتمين في حلة تعتمد التدوين والتوثيق والكتابة التاريخية المحيطة والجامعة وفق بيداغوجية موسوعية تعتمد تعميق البحث العلمي والتصنيفات المنهجية والدعامات المعززة. وألقيت خلال هذا اللقاء كلمات أشادت بهذا العمل الموسوعي، وقدمت قراءة لهذه المجلدات من حيث منهجية العمل ومضامينها التي تطرقت لأعلام المقاومة وجيش التحرير في جميع مناطق المغرب. كما أكد المتدخلون، وهم السادة محمد العربي المساري وعلال ركوك ومصطفى الجوهري ومحمد صدقي أمجدار، على أهمية هذا العمل التوثيقي التأريخي، مشيرين إلى الأشواط التي قطعها والظرفية التاريخية التي تغطيها هذه المجلدات من سنة 1930 إلى سنة 1950. وكان الجزء الأول من هذه الموسوعة، الذي صدر في مجلدين، قد تضمن دراسات عن مظاهر وأشكال المقاومة المغربية والتصدي للإحتلال الأجنبي من الشمال إلى الجنوب. يذكر أن المندوبية أصدرت المجلدين الأول والثاني من الجزء الثاني الذي وثق لسير ونبذ من حياة ومسار أعلام الأسرة الملكية وحركة الإصلاح والمقاومة المسلحة في مواجهة التحدي الاستعماري والغزو الأجنبي من بداية القرن 19 إلى منتصف القرن العشرين.