أكد مشاركون في لقاء حول "التراث المعماري للرباط .. رهانات التثمين"، أمس الخميس بالرباط، أن الحفاظ على التراث المعماري للعاصمة الرباط وتثمينه مرتبط بضرورة اتخاذ "تدابير صارمة" من أجل جعله رافعة للتنمية محليا ووطنيا. وأبرز رئيس المجلس الجماعي لمدينة الرباط، السيد فتح الله ولعلو، خلال اللقاء الثالث لمنتديات العاصمة، الذي نظمه المجلس بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والمنتدى الحضري المغرب، أن الاهتمام بالموروث التاريخي للرباط هو اهتمام من أجل مستقبل المدينة وتعزيز هويتها الثقافية، وكذا من أجل خلق شروط تنمية مستدامة وتحسين الشروط المادية والمعنوية لساكنة العاصمة. وأضاف أن حماية الموروث المعماري للرباط ليس فقط من أجل تقوية وظيفتها التاريخية كعاصمة إدارية وسياسية للمغرب، وإنما أيضا من أجل العمل على تكريس وظائف جديدة لتصبح عاصمة للثقافة والبيئة والسياحة. وبعد أن استعرض أهم المآثر العمرانية التاريخية للرباط، كالأسوار والأبواب والمساجد والقصور والحدائق، تطرق السيد ولعلو إلى مختلف المراحل التاريخية للعاصمة وتراثها المعماري، مشيرا إلى أن لهذه المآثر وظائف بيئية مرتبطة "ارتباطا وثيقا بالتراث التاريخي". من جهتهم، أكد أساتذة باحثون وفاعلون جمعويون مهتمون بالتراث، أن المباني التراثية بالعاصمة لاسيما بالمدينة العتيقة "هي مهددة بالتدهور وعرضة لخطر الضياع"، مبرزين أن الحفاظ على التراث المعماري وإنقاذه من الإهمال والاندثار مرتبط بتظافر جهود جميع الفاعلين، من دولة ومنتخبين ومجتمع مدني. وبعد أن شددوا على ضرورة وضع مخطط لحماية الموروث الحضاري والمعماري للعاصمة والعمل على تغيير الترسانة القانونية في مجال التراث لاسيما المتعلقة بالهندسة المعمارية وتراث المدن العتيقة، دعا المتدخلون فعاليات المجتمع المدني إلى الانخراط في مجال الحفاظ على هذا التراث من أجل مصالحة ساكنة الرباط مع تراثها وامتلاك ذاكرة المدينة. وتم خلال هذا اللقاء عرض تجربتين نموذجيتين لجمعيتين تنشطان في مجال حماية التراث المعماري والحضري بمدينتي فاس والدار البيضاء.