افتتح مساء أمس الثلاثاء بمدينة الرباط المنتدى الأول من "منتديات العاصمة"، التي ينظمها المجلس الجماعي للمدينة خلال السنة الجارية، بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والمنتدى الحضري-المغرب، وذلك تحت شعار "كيف نجعل من الرباط مدينة مدمجة". ويسعى مجلس المدينة من خلال تنظيم هذه المنتديات التواصلية الشهرية، وعددها خمس، إلى تحسين ممارسة الحكامة المحلية والإشراك المتزايد لساكنة الرباط عموما والشباب والنساء على وجه الخصوص في تدبير شؤون مدينتهم. ويتمحور المنتدى الأول حول "أية سياسة للمدينة تستجيب لانتظارات وتطلعات الشباب" ، والثاني حول "كيف يمكن التقليص من الفوارق الاجتماعية والحضرية داخل مدينة الرباط" ، والثالث حول "التراث المعماري للرباط: رهانات التثمين" ، والرابع حول "التنقل داخل التكتل الحضري للعاصمة: الواقع والآفاق ، والخامس "أية آفاق لتنمية الرباط الكبرى". وقد تناول المنتدى الأول، الذي شارك فيه مجموعة من المنتخبين والفاعلين في المجال الجمعوي ومجال الشباب والرياضة، كيفية صياغة سياسة شاملة ومدمجة نحو الشباب ، والقيام بإجراءات وتدخلات فعالة من شأنها الاستجابة لانتظاراتهم ، من خلال البحث عن إمكانية تطوير أساليب الاستماع إليهم، وتقوية وتعزيز مشاركتهم بشكل ملموس في حياة وأنشطة أحيائهم، وتنمية أساليب الشراكة حول قضايا ومشاريع تخدم الشباب مع القطاع الخاص ومؤسسات الدولة ذات العلاقة ، وجعل دعم جمعيات الشباب أحد المحاور الأساسية لسياسة المدينة الشاملة للتفاعل الإيجابي. وأوضح السيد فتح الله ولعلو ، رئيس المجلس الجماعي للمدينة خلال الجلسة الافتتاحية لهذه المنتديات، أن هذه اللقاءات تروم تعزيز ثقافة الاستماع لصوت المواطن وإشراكه أكثر فأكثر في تدبير شؤون مدينته، وذلك في سياق تقوية مبادئ الديمقراطية التشاركية التي تعتبر دعامة للديمقراطية المحلية. وأضاف أن هذه المنتديات ستشكل فرصة للمنتخبين والفاعلين الاقتصاديين والسياسيين والمجتمع المدني والمواطنين للإدلاء بآرائهم ومقترحاتهم وتقوية آلية التشاور والحوار بينهم حول شؤون المدينة من أجل إغناء سياسة المدينة، ورفع مستوى النقاش والتشاور حول الحكامة المحلية. وأشار إلى أن اختيار افتتاح منتديات العاصمة بموضوع سياسات مدينة الرباط تجاه شبابها عموما والشباب الأقل حظا على وجه الخصوص، ليس من قبيل الصدفة بل ينم عن توجه واضح نحو هذه الفئة، يرتكز على التواصل والانفتاح والإدماج ، والاقتراب من نبضه والعمل على إشراكه في تسيير الشأن العام المحلي والوطني. من جهة ثانية، ذكر بأن رهانات المجلس تتمثل في الانفتاح على وظائف جديدة للعاصمة لجعلها أيضا عاصمة للثقافة والعلم بالنظر إلى البنيات الثقافية والأكاديمية والعلمية الموجودة بها ، إضافة إلى الوظيفة البيئية ، لما تتوفر عليه من مؤهلات بيئية وفضاءات ومجالات خضراء ، وكذا وظيفة تكنولوجية ذات الصلة بتقديم الخدمات التكنولوجية المتقدمة. وأوضح أن التجمعات الأكثر منافسة وجذبا لا تتحدد فقط بمشاريع البنيات التحتية والهيكلة وتثمين تراثها، ولكن كذلك عبر تدخلات يكون من شأنها التخفيف من الفوارق والاختلالات السوسيو-مهنية ، والانفتاح على محيط العاصمة ومجالها القريب (مدينة سلا). واعتبر أن تطوير سياسات الحكامة المحلية وأشكال جديدة للمواكبة على المستوى المحلي وبذل جهود للإنصات والتشاور والتنسيق بين مختلف الفرقاء يشكل استراتيجية حيوية للنهوض بواقع المدينة، مذكرا بقرب إحياء الذكرى المئوية للرباط كعاصمة للبلاد سنة 2012 ، واحتضانها للمؤتمر العالمي للمدن سنة 2013 ، وهو ما سيشكل تحديا كبيرا يتعين على العاصمة ربحه.