قال عضو مجلس مدينة الرباط السيد أنس الدكالي، إن مشاركة الوفد المغربي في أشغال الدورة الخامسة للمنتدى الحضري العالمي بمدينة ريو دي جانيرو (البرازيل)، تتوخى "الاستفادة من التجارب الدولية في مجال الحكامة المحلية واكتشاف سبل جعل مدننا أكثر اندماجا بشكل يمكن من إشراك كل الشرائح الاجتماعية وتوزيع الخدمات الأساسية بشكل منصف بين كافة سكان المدينة". وأبرز السيد الدكالي عضو الوفد المغربي المشارك في هذا المنتدى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "الرباط توجد ضمن ال25 مدينة الأولى التي اختيرت في إطار مبادرة "100 مدينة" التي ستطلقها الأممالمتحدة على هامش منتدى مدينة ريو دي جنيرو. واعتبر السيد الدكالي أنه يحق لمدينة الرباط أن تفخر بهذا الاختيار، موضحا أن المبادرة الأممية تهدف إلى "دعم المدن المستدامة وتقاسم تجاربها بنفس مستوى التنمية عبر العالم". من جهته، أوضح السيد توفيق احجيرة وزير الإسكان والتعمير والتنمية المجالية أن المنتدى الحضري العالمي يشكل مناسبة هامة من أجل التعريف بالتجربة المغربية في هذا المجال، لاسيما من خلال الورشات والموائد المستديرة التي سيشارك فيها أعضاء الوفد المغربي. وذكر السيد احجيرة، في هذا الصدد، بالمشاريع الكبرى التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك محمد السادس عبر مجموع التراب الوطني، وبالبرنامج المتكامل "مدن بدون صفيح" الذي أطلقته المملكة لمكافحة السكن الصفيحي. وستتركز أشغال المنتدى الحضري العالمي، المنظم من قبل برنامج الأممالمتحدة للإسكان على مدى خمسة أيام، تحت شعار "الحق في المدينة، سد الفجوة الحضرية"، حول ستة محاور تتعلق بالحق في المدينة وتقليص الهوة الحضرية والولوج المتكافئ للسكن والتعدد الثقافي والحكامة والمشاركة والتعمير المستدام والمندمج. وفي رسالة موجهة إلى المشاركين تمت تلاوتها خلال افتتاح المنتدى، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون أن السكن غير اللائق يشكل "خرقا لحقوق الإنسان"، مؤكدا على مسؤولية المنتظم الدولي في تحسين شروط عيش ساكنة المناطق المهشمة وضمان حقها في التطهير والأمن والشغل. من جانبه، استعرض الرئيس البرازيلي لويس إناسيو لولا دا سيلفا، الذي افتتح المنتدى إلى جانب المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للتجمعات البشرية آنا تيباتيجوكا، سياسة حكومته في مجال مكافحة الفقر والإدماج الاجتماعي وإعداد المجال الحضري حيث تتركز مناطق السكن العشوائي، لاسيما بحاضرتي ريو دي جنيرو وساو باولو. وناشد الرئيس لولا دا سيلفا المنتظم الدولي لمواجهة المستقبل بتفاؤل والعمل في الوقت ذاته على "إصلاح الأضرار" التي لحقت بالبيئة الحضرية جراء سياسات القرن الماضي، التي حولت العديد من المدن البرازيلية والعالمية إلى مناطق كبيرة للسكن العشوائي. من جهتها، أبرزت المديرة التنفيذية لبرنامج الأممالمتحدة للتجمعات البشرية أن حوالي 200 مليون طفل يعيشون في الشوارع ونحو مليار شخص يتمركزون في الأحياء المجاورة للمراكز الحضرية الكبرى، داعية إلى الحزم في محاربة الفقر وتدهور البيئة الحضرية. ويهدف المنتدى الذي ينظم كل سنتين منذ سنة 2001، إلى تحسيس الحكومات والمقاولين والسلطات المحلية والمجتمع المدني بالتحديات المرتبطة بالتعمير وآثار الأخير على البيئة والاقتصادات المحلية، وكذا البحث عن حلول عملية لمشاكل السكن غير اللائق. وبالموازاة مع أشغال هذا اللقاء الدولي الذي يتميز بحضور حوالي 15 ألف مشارك من 161 بلدا، يتم تنظيم "المنتدى الاجتماعي الحضري" الذي يروم البحث عن "حلول اجتماعية" للمشاكل المرتبطة بالتعمير والتهميش الاجتماعي وتجريم الفقر، والعنف والعدالة البيئية، وكذا المشاكل المرتبطة بآثار المشاريع الكبرى على البيئة. ويضم الوفد المغربي المشارك في هذا المنتدى، فضلا عن السيد احجيرة، كلا من سفير المملكة بالبرازيل السيد محمد الوفا، والسيدين عبد الشكور رايس وخليل الدخيل، الواليين الملحقين بالمصالح المركزية لوزارة الداخلية، وكذا ممثلين عن القطاعات الوزارية المعنية، ورؤساء مجالس جهوية، وممثلين عن مؤسسات عمومية، وجامعيين مختصين.