قدمت مجموعة العمران،الممثلة ضمن الوفد المغربي المشارك في المنتدى الحضري العالمي بريو دي جانيرو،مشروع المدن الجديدة باعتباره ورشا كبيرا للمغرب الجديد. وأوضح المدير المكلف بالمدن الجديدة بالمجموعة،السيد محمد بن يحيى،في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء،بأن هذا المشروع يمثل ورشا ضخما تم إطلاقه بالمغرب إلى جانب مشاريع أخرى مكنت من خلق نشاط اقتصادي كبير مثل مشروع ميناء طنجة المتوسط،وغيرت مشهد التكتلات العمرانية،مثل مشروع تهيئة ضفتي نهر أبي رقراق. وأشار إلى أن المغرب يتوفر حاليا على ثلاث مشاريع مدن جديدة توجد قيد الإنجاز وتهدف إلى استيعاب ما بين 200 ألف و300 ألف نسمة،وهي تامسنا القريبة من الرباط وتامنصورت القريبة من مراكش والشرافات القريبة من طنجة،مضيفا أن الدراسات المتعلقة بالمشروع الرابع،وهي المدينةالجديدة ساحل الخيايطة،القريبة من الدارالبيضاء،توجد في مراحل متقدمة وسيتم إطلاق المشروع في غضون السنة الجارية. وأبرز أن المدن الجديدة ستعطي نفسا جديدا للتجمعات العمرانية الكبرى،إذ من شأنها التخفيف من الضغط الذي تعرفه المدن الكبرى من خلال توفير عرض سكني مكثف وتوسيع مجال النمو الاقتصادي لهذه الأخيرة،معتبرا أن المدن الجديدة توفر،فضلا عن العرض السكني،مناطق للنشاط الصناعي والترفيه وتضم مرافق عمومية كبرى لا تتوفر بالتجمعات العمرانية الكبرى. وأبرز أن قانونا يوجد قيد الإعداد من طرف وزارة الإسكان والتعمير من شأنه أن يمكن من إعادة التفكير في برنامج المدن الجديدة بضوابط قانونية وتنظيمية وشروط تمويلية جديدة وفق مقاربة مختلفة. وأكد السيد بن يحيى،من جانب آخر،أن مشاركة مجموعة العمران في المنتدى الحضري العالمي تندرج في إطار خطوة انطلقت منذ عشرين سنة بشراكة مع مؤسسات برنامج الأممالمتحدة للإسكان،مذكرا في هذا الصدد بأن الوكالة الوطنية لمكافحة السكن غير اللائق،التي أنشئت سنة 1984 والتابعة للمجموعة،سبق أن نالت جائزتين من برنامج الأممالمتحدة للإسكان،ومن بينهما الجائزة الشرفية سنة 1995 في كوريتيبا،بالبرازيل،بفضل برنامج مكافحة دور الصفيح بمدينة تازة. وقال،في هذا السياق،إن العمران تستغل كل الأحداث التي تنظم على هامش مختلف ملتقيات برنامج الأممالمتحدة للإسكان،مبرزا أن موضوع منتدى ريو دي جانيرو لهذه السنة،"الحق في المدينة،سد الفجوة الحضرية"،يكتسي أهمية قصوى بالنسبة لمجموعة العمران من منطلق أن المشاريع الكبرى التي أطلقتها تتسع يوما عن آخر. وأضاف أن مجموعة العمران تعتبر اليوم شريكا للحكومة والجماعات المحلية في إنجاز المشاريع الكبرى للتعمير،موضحا أن مشاكل الاختلالات الحضرية قائمة،في ظل غياب الآليات الكفيلة بإيجاد حلول لهذه المشاكل التي تعني كل من الجماعات والسلطات المحلية والقطاعات الوزارية المسؤولة. وصرح أن المجموعة تسعى من خلال هذا المنتدى إلى الاستفادة من تجارب الفاعلين الآخرين القادمين من بلدان أخرى تواجه مشاكل مشابهة للمشاكل التي تعترض القطاع العمراني بالمغرب،لاسيما المرتبطة منها بالبيئة،داعيا في هذا الصدد إلى الانخراط في الصناعة الخضراء التي تراعي المحافظة على الأنظمة الإيكولوجية. كما أن هناك مشاكل بيئية ترتبط بالبنية التحتية وبالتجهيز والنمو الاقتصادي،ما يتطلب من المجموعة التفكير في الخطوات التي يتعين اتباعها لضمان أدنى حد من المرافق العمومية ومن مرافق القرب بالنسبة لمناطق التعمير الجديدة،بشراكة مع الأطراف المعنية.