يعد إحداث وتأهيل مراكز استقبال الأشخاص في وضعية صعبة، مقاربة طموحة لمحاربة الهشاشة عبر توفير فضاء ملائم للاستقبال والإيواء والتعليم النظامي وغير النظامي لفائدة أطفال الشوارع ، وتظهر هذه المقاربة بشكل جلي بمدينة الرباط ونواحيها حيث رأت النور العديد من هذه المراكز. وما من شك في أن المركب الاجتماعي " الأمل" ، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، نصره الله ، اليوم الإثنين بمقاطعة يعقوب المنصور بالرباط ، يشكل لبنة هامة في هذا المجال، لاسيما وأن هذه المؤسسة الاجتماعية ،التي أنجزت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بغلاف مالي يبلغ 45 ملون درهم ، ستمكن الأشخاص المسنين الذين لا معيل لهم والأطفال في وضعية صعبة من إطار ملائم للاستقبال والإيواء. وتجدر الإشارة إلى أنه في إطار تفعيل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك سنة 2005، اعتمدت ولاية الرباط استراتيجية طموحة لمحاربة الهشاشة تهدف إلى تعزيز بنيات مراكز استقبال الأشخاص في وضعية صعبة التي تضاعف عددها ، منذ انطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، إلى غاية شتنبر الجاري، من 7 مراكز إلى 14 مركزا للاستقبال بطاقة استيعابية تصل إلى 2000 سرير جديد. ويتقاطع تسيير هذه المراكز مع المهام والاختصاصات التقليدية لمراكز الاستقبال المختزلة في التغذية والإيواء، وتركز بشكل أكبر على الإدماج والاندماج وذلك من خلال التكوين والتربية النظامية وغير النظامية، إضافة إلى توفير التأطير التربوي والصحي والمتابعة الاجتماعية المنتظمة. وتتوزع مراكز استقبال الأشخاص في وضعية صعبة، على صعيد ولاية الرباط، على المراكز الاجتماعية للأشخاص المسنين التي تقوم على تقريب الخدمات الطبية والاجتماعية من الفئات المستهدفة والتكفل بإيواء وإطعام الأشخاص المسنين ممن لا دخل لهم والمحرومين من أي دعم عائلي. كما تشمل مراكز الاستقبال دور الأطفال، وهي فضاءات للدعم الاجتماعي والتربوي والتكوين خاصة بالأطفال، إضافة إلى مراكز الرعاية الاجتماعية، التي تقوم على الإدماج العائلي. وفي هذا الإطار، تمكن مركز المحمدية للرعاية الاجتماعية من إدماج 1300 شخص في الوسط العائلي وتقديم دعم طبي لأكثر من ألف شخص آخر. وبالاضافة إلى المركز الاجتماعي "الأمل" ومركز المحمدية للرعاية الاجتماعية، هنا ك 11 مشروع مماثل تم إنجازه بالجهة بغلاف مالي يناهز 130 مليون درهم. وتعد هذه المشاريع ثمرة مقاربة تشاركية تتماشى تماما مع الأهداف التي سطرتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من جهة ، كما أنها تعكس ، من جهة ثانية ، الجهود التي ما فتئت تبذلها ولاية الرباط مع شركائها ، وخاصة النسيج الجمعوي ، من أجل تقوية طاقة الاستقبال وإرساء طرق جديدة ومقاربة تتمحور بالأساس حول إدماج المستفيدين. إن من شأن إحداث وتأهيل مراكز استقبال الأشخاص في وضعية صعبة، التي تحظى برعاية ملكية موصوله ، توفير فضاء ملائم للإدماج لفائدة الأطفال في وضعية صعبة والمسنين والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة ، وذلك من خلال برامج للمواكبة والتكوين والتمدرس النظامي وغير النظامي تروم تحقيق إدماج سوسيو مهني ناجع لهذه الشرائح من المجتمع وبالتالي الحيلولة دون إقصائها أو تهميشها.