أشرف جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الأربعاء بعين عتيق بعمالة تمارة، على تدشين مؤسسة «أحمد بن زايد آل نهيان للرعاية الاجتماعية»، التي تم إنجازها باستثمارات مالية إجمالية بلغت 102 مليون درهم. وبعد إزاحة الستار عن اللوحة التذكارية وقطع الشريط الرمزي، قام جلالة الملك بجولة عبر مختلف مرافق هذه المؤسسة، التي يندرج إنجازها في إطار إستراتيجية طموحة تروم تأهيل مراكز الاستقبال القائمة على مستوى جهة الرباط-سلا-زمور-زعير وإحداث مراكز جديدة ودعم الجمعيات التي تعمل في مجال محاربة الهشاشة. وتوفر المنشأة الجديدة، التي أقيمت على مساحة تفوق أربعة هكتارات، للأشخاص في وضعية الهشاشة إطارا ملائما ومناسبا للاستقبال والإيواء إضافة إلى برامج للمواكبة والتكوين والتعليم النظامي والتربية غير النظامية في أفق إدماج سوسيو مهني ناجح. ويتوزع هذا المركز الجديد، الذي يتسع ل 1300 شخص، بين قطبين، يخصص الأول للأطفال، ويضم أربعة أجنحة للأطفال المتخلى عنهم والأطفال في وضعية الهشاشة والأطفال المنقطعين عن الدراسة (فتيان وفتيات)، وقطب للراشدين يتكون بدوره من أربعة أجنحة مخصصة للنساء في وضعية صعبة والمسنين والمعاقين والمرضى العقليين. كما يضم وحدة خاصة بالأطفال المدمنين. وتتوفر المؤسسة، التي تتميز بقطعها مع المهام التقليدية لمراكزالاستقبال المقتصرة على الإيواء والإطعام، ويمتد نشاطها ليشمل التركيز على الإدماج ، على مركز سوسيو تربوي مخصص للتربية غير النظامية والتكوين في الإعلاميات والموسيقى ومركز للتكوين المهني في مجالات الكهرباء ونجارة الألومونيوم والترصيص والخياطة. كما تضم جناحا للعلاجات أقيم على مساحة 182 مترا مربعا ويسهرعلى تأطيره طاقم طبي مكون من أربعة أطباء متخصصين وخمسة في الطب العام وأربعة ممرضين وأربعة مساعدين صحيين، وكذا مطبخا بيداغوجيا وغرفة غسيل مجهزة وحماما تقليديا وثلاثة مساكن وظيفية وفضاء للألعاب وملعبا رياضيا. وسيمكن هذا المركب الجديد من تقوية وتحسين جودة البنيات التحتية الخاصة باستقبال الأشخاص في وضعية الهشاشة وكذا امتصاص العجز في هذا المجال والذي يقوض الجهود المبذولة من أجل التصدي لظاهرتي التسول والتشرد وتمكين الأشخاص في وضعية الهشاشة من إطار ملائم للإندماج، ولاسيما الأطفال والنساء والأشخاص المعاقين في وضعية صعبة. وقد بلغت تكلفة تشييد هذا المركب الاجتماعي 102 مليون درهم تم تمويلها بمساهمة كريمة من مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية بلغت 85 مليون درهم أي ما يعادل 80 بالمائة من كلفة المشروع، ومساهمة مجلس المدينة (عشرة ملايين درهم) ووزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن (ثلاثة ملايين درهم) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (مليونا درهم) ومجلس العمالة (مليونا درهم). وستتولى جمعية أصدقاء مركب عين عتيق تسيير المنشأة الجديدة، على أن تتكفل الجمعية المغربية لدعم الأطفال في وضعية الهشاشة بتسيير الوحدة الخاصة بالأطفال المدمنين، على أن يتولى مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل مسؤولية التسيير البيداغوجي للتكوينات التي يوفرها المركب.