تتميز "مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للرعاية الاجتماعية" بعين عتيق بكونها منشأة اجتماعية رائدة ذات قيمة مضافة بالنسبة لجهة الرباط - سلا -زمور - زعير، إذ ستساهم في تعزيز بنية استقبال الأشخاص في وضعية الهشاشة، والدفع بالجهود المبذولة من أجل الحد من ظاهرتي التسول والتشرد. وستوفر المؤسسة الجديدة، التي أشرف على تدشينها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، عشية أول أمس الأربعاء، للأشخاص في وضعية صعبة، إطارا ملائما للاستقبال والإيواء، ولكن، أيضا، برامج للمواكبة والتكوين والتمدرس، سواء منه النظامي وغير النظامي، بهدف تحقيق إدماج سوسيو -مهني ناجح. ويؤكد إنجاز هذا المشروع، الذي حل محل المركب الاجتماعي عين عتيق، العناية الموصولة التي يوليها جلالة الملك للأشخاص في وضعية صعبة، في مقدمتهم الأطفال المتخلى عنهم أو المحرومون من العائلة، كما تشهد على ذلك المبادرات الملكية العديدة بإحداث وتأهيل المراكز الخيرية والرعاية الاجتماعية. واعتبر العصري سعيد أحمد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدةبالرباط، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المشروع عمل إنساني، "ويشكر عليه جلالة الملك محمد السادس، الذي لولا دعمه لم يكن ليرى النور في الوقت الحاضر". وأعرب الظاهري عن سعادته لافتتاح هذه المؤسسة التي "لن تخدم مدينة الرباط لوحدها بل مدنا أخرى مجاورة"، مشيدا بالجهود التي تبذلها الحكومة المغربية "من أجل تنفيذ المشاريع التي يحتاجها المجتمع". وستقدم هذه البنية الجديدة، الأكبر من نوعها على المستوى الوطني، خدماتها ل 1300 شخص، خاصة الأطفال الذين يواجهون مصيرهم لوحدهم، والنساء والأشخاص المعاقين الذين يوجدون في وضعية صعبة. ويندرج إنجاز المؤسسة في إطار الشطر الثالث من برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في شقها المتعلق بمحاربة الهشاشة. وفي هذا الصدد، أكد عبد الحميد مفتقر، رئيس قسم العمل الاجتماعي بولاية الرباط، من جهته، أن مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للرعاية الاجتماعية قيمة مضافة على صعيد جهة الرباط- سلا- زمور- زعير، التي أصبحت تتوفر على بنيات استقبال كبيرة وقادرة على استيعاب الأشخاص في وضعية صعبة. وأضاف أنه وبهذه المؤسسة، التي شيدت في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، سيجري تطوير الخدمات المقدمة للمستفيدين، من خلال الانتقال من مرحلة التكفل إلى مرحلة التكفل والإدماج في إطار مؤسساتي أو سوسيو- مهني أو أسري. وفضلا عن قطب الأطفال الذي يتضمن أربعة أجنحة مخصصة للأطفال المتخلى عنهم والأطفال في وضعية هشاشة، وأولئك غير المتمدرسين (بنين وبنات)، تشمل المؤسسة كذلك قطبا للكبار ويتكون بدوره من أربعة أجنحة، تقيم بها النساء في وضعية صعبة، والمسنون والمختلون عقليا. وبالإضافة إلى ذلك، تضم هذه المؤسسة الاجتماعية وحدة لمصاحبة الأطفال ضحايا الإدمان، ومركزا سوسيو-تربويا مخصصا للتربية غير النظامية والتكوين في مجالات الإعلاميات، والموسيقى، والفن التشكيلي، والكهرباء، ونجارة الألمنيوم، والسباكة، والخياطة. كما تتضمن مركزا صحيا يؤطره أربعة أطباء متخصصون، وخمسة آخرون في الطب العام، وأربعة ممرضين وأربعة مسعفين مساعدين، فضلا عن مطبخ بيداغوجي، وحمام، وثلاثة مساكن وظيفية، وفضاء للألعاب، وملعب متعدد التخصصات. وكلف إنجاز مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للرعاية الاجتماعية بعين عتيق غلافا ماليا إجماليا قيمته 102 مليون درهم، منها 85 مليون درهم ساهمت بها مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، و10 ملايين درهم (المجلس الجماعي)، و3 ملايين درهم (وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن)، ومليونا درهم (المبادرة الوطنية للتنمية البشرية)، ومليونا درهم (مجلس العمالة). وقالت نزهة الصقلي، وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن، في تصريح صحفي، إن المؤسسة الجديدة تتميز ببعدها الإنساني، الذي يتجاوز ذلك الذي أنشئت من أجله المؤسسة السابقة، وهي المركب الاجتماعي لعين عتيق. وعددت الصقلي أهداف مؤسسة أحمد بن زايد آل نهيان والفئة االمستفيدة منها، مبرزة أنها أنشئت طبقا لقانون 14-05 المنظم لمؤسسات الرعاية الاجتماعية. وستعهد إدارة المؤسسة لجمعية أصدقاء مركب عين عتيق، فيما عهد للجمعية المغربية لدعم الأطفال في وضعية صعبة تسيير الوحدة المخصصة للأطفال ضحايا الإدمان، أما مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل فسيتكفل بالتسيير البيداغوجي الخاص بمختلف شعب التكوين.