عرفت العاصمة الروسية موسكو نهاية الاسبوع الماضي تألق موسيقى "كناوة" خلال مهرجان تشيخوف للباليه ،الذي شاركت فيه مدارس عالمية من اسبانيا والولايات المتحدة وروسيا والسويد . فقد قدم مسرح الباليه الوطني الاسباني للرقص على خشبة مسرح "موسافييط " عرضين للباليه الاول بعنوان فني "كناوة " والثاني "أركانغيلو" ، وهما عرضان جمعتهما لمسة مصمم الرقصات الاسباني الشهير ناتشو دواطو وشكلت ايقاعات لراقصي الباليه الاسبان ، كما انهما شخصا فنين عريقين مختلفين تمثلا في موسيقى "كناوة " المغربية العريقة وموسيقى "فلامينكو ". واكدت أولغا غالاخوفا ،الناقدة الروسية ورئيسة تحرير المجلة الثقافية "دوم أكتيورا" بالمناسبة ، ان اختيار ناتشو دواطو لموسقى "كناوة" و"فلامينكو " لتشخيص رقصات باليه الفرقة الاسبانية يحمل ابعادا إنسانية ، باعتبار ان الفنين معا يؤرخان لحضارتين عرقيتين من عدوتي مضيق جبل طارق جمعتهما لحظات تاريخية واواصر وروابط إنسانية ،كما يحمل ذلك ابعادا اجتماعية تتمثل في ان الفنين يرمزان الى تمازج الحضارات ونبل خلفياتهما الثقافية . واضافت أولغا غالاخوفا ان فني "كناوة " و"فلامينكو " هما جزءان اساسيان من حضارة حوض البحر الابيض المتوسط العريقة ،مبرزة ان موسيقى "كناوة " هي ليست فقط فن اصيل للمغاربة المنحدرين من الصحراء ، بل هي فن بايقاعات دقيقة ومتناغمة أثرت في انواع موسيقية كثيرة على المستوى العالمي . واعتبرت الناقدة الروسية ان موسيقى "كناوة " هي موسيقى روحية لها ارتباط بالمدرسة الصوفية المغربية العريقة ذات البعدين الديني والاجتماعي وتتميز بطقوس خاصة تراثية جديرة بالاهتمام والدراسة على الصعيد العالمي كإرث حضاري انساني . وقالت غالاخوفا ان موسيقى "كناوة " تجاوزت حدودها الوطنية ، حيث نشأت وترعرعت عبر حقبات تاريخية انطلقت من عمق الصحراء ، لتصبح موسيقى عالمية بكل معانيها الفنية ، مبرزة ان موسيقى كناوة ليست فقط فصول من الرقصات وقرعات الطبول والغناء بل هي طقوس دينية وروحية جماعية تنقلك الى شعور مزدوج بين النشوة والخشوع وسمو الروح .