عاشت مدينة مراكش، أخيرا، لحظات مميزة من الرقص، خلال أمسية فنية أحياها باسكال غاوونا، أحد نجوم الفلامنكو، بمسرح دار الثقافة بحي الداوديات غاوونا في عرضه بمراكش استمتع من خلالها عشاق هذا اللون الموسيقي بنغمات فن الفلامنكو، الذي يجمع بين الفن الأصيل والأشكال الموسيقية الحديثة. ونجح باسكال، الفرنسي الأصل، الذي مكنه العمل إلى جانب كبار الراقصين والمغنيين الإسبان، أن يكون واحدا من أعضاء الفرقة الوطنية لرقص البالي، في تقديم لوحات فنية في الرقص على إيقاعات الفلامنكو، تميزت بحركات باسكال الإيقاعية الناتجة عن طرق القدمين على خشبة المسرح، وحركات اليدين وتعبير الوجه الصارخ بالحرية والكبرياء تارة، وبالحزن والألم تارة أخرى، لقيت استحسانا من طرف الجمهور الحاضر. وجرى إحياء الأمسية الفنية على هامش افتتاح ورشة لرقصة الفلامنكو من طرف المعهد االثقافي الإسباني سيرفانتيس في وجه المهتمين بالرقص والراغبين في تعلم فن الفلامينكو، الذي انطلق من الأندلس متجاوزا الزمان والمكان ليجد صداه في القلوب، ويعكس المشاعر البسيطة، التي يعيشها كل إنسان ويترجم الإحساس بالحزن والكآبة، ومشاعر الفرح والبهجة، إلى لغة الحركة والإيقاع والرقص. ويعد رقص الفلامنكو أحد أشهر أنماط الرقص في العالم، يتفرع إلى عدة أنواع، أشهرها رقصة الخويرغا، ورقصة التانغو، إذ جرت العادة أن يكون مؤدي الرقصة امرأة، أما حديثاً، فأصبحت بعض رقصات الفلامنكو تؤدى بصفة ثنائية يتبادل فيها الراقص والراقصة نظرات تعبر عن عواطف جياشة بينهما. وكان خابيير ريبيرا أحد ألمع نجوم الفلامنكو، الذي حاز العديد من الجوائز الغنائية في مختلف أنحاء العالم، أحيى أمسية فنية مميزة بالمعهد الثقافي الفرنسي بالمدينة الحمراء، رفقة عازف القيثارة خوان كامبايو، في إطار فعاليات الدورة الأولى من الربيع الثقافي الأندلسي بمراكش، التي عاشت على إيقاعها مدينة مراكش، عاصمة النخيل، طيلة شهر ماي من السنة الماضية، تميزت بمشاركة عدد من الأسماء المتميزة في عالم الفن والأدب والثقافة من إسبانيا والمغرب، في إطار تظاهرات متنوعة بفضاءات مختلفة، أشرف عليها المعهد الثقافي الإسباني سيرفانتيس بمراكش، بتعاون مع العديد من المؤسسات الأندلسية والمراكشية، في مقدمتها مؤسسة الثقافات الثلاث للبحر الأبيض المتوسط، وجامعة اشبيلية، وسفارة إسبانيا بالمغرب، وجامعة القاضي عياض، والمديرية الجهوية للثقافة بمراكش، ومؤسسة الدراسات الأندلسية بإسبانيا. وتخلل التظاهرة الفنية، التي تهدف إلى تكريس التفاعل الثقافي بين إسبانيا والمغرب، معرض فوتوغرافي لمنطقة الأندلس، عرضت فيه مجموعة من الصور الفوتوغرافية بالأبيض والأسود، تجسد التاريخ الحديث لهذه المنطقة الإسبانية، ومعرض محمية المحيط الحيوي بالمتوسط بين إقليم الأندلس والمغرب، من خلال عرض صور لفضاءات طبيعية بالمغرب، الهدف منه تشجيع السكان المحليين على حماية الموارد الطبيعية، وتقريب منطقتي الأندلس والمغرب، اللذين يتقاسمان العديد من المكونات التراثية. وسبق لإدارة المعهد الثقافي الإسباني سيرفانتيس أن نظمت ورشة بالمجان، لتعلم رقصة الفلامنكو لفائدة الراغبين والمهتمين في تعلم هذا الفن العالمي، من خلال تمكينهم من دروس في التقنية والإيقاع والرقص، أطرتها أسنيونسيون بيريث، الراقصة الشهيرة والأستاذة خريجة المعهد العالي للموسيقى والرقص بإشبيلية.