انطلقت ، اليوم الخميس ، بالعاصمة التونسية أشغال مؤتمر علمي حول تقييم أوضاع التعليم العالي في البلدان المغاربية وآفاق المستقبل، بمشاركة نخبة من رؤساء الجامعات والباحثين والخبراء بالمنطقة من بينها المغرب. ويشارك من المغرب في هذا المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "أي مستقبل للجامعات المغاربية في ظل المتغيرات المعرفية المحلية والدولية"، السادة نجيب زروالي وارثي سفير المغرب بتونس، وحفيظ بوطالب جوطي الرئيس السابق لجامعة محمد الخامس-أكدال بالرباط، والتهامي ضرضاري الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض بمراكش. ويبحث المؤتمر في عدة محاور تتناول على الخصوص وضعية التعليم العالي في البلدان المغاربية ووسائل تطوير المناهج التربوية في المؤسسات الجامعية كي تواكب التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم في مختلف المجالات، ووسائل تطوير التنسيق والتعاون بين هذه المؤسسات في البلدان المغاربية من أجل دعم البحث العلمي والتكوين وربط الإنتاج المعرفي لهذه المؤسسات بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، قال رئيس 'مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات' في تونس عبد الجليل التميمي إن التصنيف العالمي لأفضل 500 مؤسسة جامعية لم يتضمن أي جامعة أو معهد عالي عربي، معتبرا أن ذلك "يعكس انكماشا في الإنتاج المعرفي في البلدان العربية ويمثل عجزا في بناء استراتيجية معرفية قادرة على استيعاب المتغيرات المعرفية الدولية"، مشيرا في الآن ذاته إلى غياب آليات التنسيق والتعاون العلمي على مستوى الفضاء المغاربي. ودعا السيد التميمي إلى ضرورة بلورة تصورات علمية وأكاديمية فاعلة لتحقيق جودة الإنتاج المعرفي تساعد على مواكبة النسق العلمي العالمي المتحول على الدوام. يذكر أن هذا المؤتمر تنظمه على مدى ثلاثة أيام 'مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات' في إطار مؤتمرها السنوي ال34 لمنتدى الفكر المعاصربتعاون مع 'مؤسسة كونراد أديناور' الألمانية. وقد سبق لهذه المؤسسة أن نظمت في دجنبر 2008، مؤتمرا مماثلا بالمغرب بشراكة مع وزارة التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي وجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، وتناول موضوع "دور الجامعات المغاربية في البناء المغاربي".