تنطلق يومه الجمعة أشغال المؤتمر التاسع للنقابة الوطنية للتعليم العالي، وسط رهانات متجددة لأساتذة التعليم العالي والباحثين، ويرفع المؤتمر شعار نظام أساسي جديد، يمنح إمكانات ملائمة لتطورات التعليم العالي، وأفاق البحث العلمي، كما يطالب المؤتمر بتعديل الفصل 17 من القانون الإطار خاصة في جوانبه المتعلقة بعلاقة أساتذة التعليم العالي بالوظيفة العمومية، إذ يرفض الأساتذة أن يتم اعتبارهم كمستخدمين داخل الجامعة. كما يأتي المؤتمر ليؤكد مسار النقابة الوطنية طيلة نصف قرن، وهو مسار وخيار اعتمد منطق الوحدة وتعدد وجهات النظر، وتكريس للقوة الاقتراحية لنقابة تمثل نخبة المجتمع المغربي، وكانت ستشكل مشتلا لعدد من الأطر السياسية والفكرية بالمغرب على امتداد هذه الفترة. ويأتي المؤتمر التاسع في سياق زمن الإصلاح وخاصة إصلاح التعليم العالي، الذي انخرطت فيه النقابة الوطنية بإرادة الحوار المثمر. إلا أن قضايا متعددة مازالت قائمة، بل شكلت عوائق لإنجاح الإصلاح الجامعي، وإصلاح التعليم العالي ببلادنا. فقد أكدت الأستاذة فوزية اكديرة في حوار ننشره ضمن هذا العدد، أن الشروط الملائمة لتطبيق الإصلاح لم تكن متوفرة وخاصة على الصعيد المالي واللوجيستيكي، وهو ما جعل أجرأة الإصلاح عملا يعتريه بعض الغموض. كما ذهب الأستاذ حفيظ بوطالب رئيس جامعة محمد الخامس أكدال، والكاتب العام الأسبق للنقابة الوطنية للتعليم العالي، في حوار ننشره يوم غد، إلى أهمية مراجعة بعض المقتضيات كمسطرة انتخاب رؤساء الجامعات والعمداء على السواء، ودعم عدد من الإجراءات التي تصب في تكريس مبادئ الجودة والشفافية والتنافسية في جامعة مغربية معاصرة. وطبعا يشكل المؤتمر محطة هامة للتأكيد مجددا من قبل الأساتذة الباحثين الجامعيين على أهمية الرؤية الشمولية والشاملة لقضايا التعليم العالي ببلادنا. تنطلق يومه الجمعة أشغال الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر في الساعة الرابعة بعد الزوال، بالمدرسة المحمدية للمهندسين وتستأنف الأشغال بكلية العلوم بالرباط.