تنطلق غدا الخميس ، بالعاصمة التونسية، أشغال ندوة مغاربية حول أوضاع التعليم العالي في البلدان المغربية ، تحت عنوان (أي مستقبل للجامعات المغاربية في ظل المتغيرات المعرفية المحلية والدولية)، بمشاركة نخبة من الأساتذة الباحثين والمسؤولين الجامعيين والأكادميين من عدد من البلدان المغاربية من بينها المغرب. ويناقش المشاركون في هذا اللقاء ، الذي تنظمه مؤسسة التميمي التونسية للبحث العلمي والمعلومات، في إطار مؤتمرها السنوي الرابع والثلاثين لمنتدى الفكر المعاصر، بالتعاون مع مؤسسة كونراد أديناور الألمانية ، عدة محاور تتناول وضعية التعليم العالي في البلدان المغربية ووسائل تطوير المناهج التربوية في مؤسسات التعليم الجامعي، حتى تواكب التطورات المتسارعة التي يعرفها العالم في مختلف المجالات. ويعرف هذا المنتدى مشاركة نخبة من الجامعيين والباحثين والأكاديميين المغاربة من بينهم،سفير المغرب بتونس نجيب زروالي وارثي،الذي سيتحدث بصفته كأكاديمي ووزير سابق للتعليم العالي ، عن موضوع (الإصلاح الجامعي وانعكاساته التنموية)، وحفيظ بوطالب جوطي الرئيس السابق لجمعة محمد الخامس-أكدال بالرباط ، الذي سيتناول موضوع (تطبيق نظام "إ م د" في المغرب ..الإنجازات والآفاق) والمفكر زكي مبارك ، الذي سيتحدث في موضوع (الجامعات والمجتمع المدني .. تعميق الوعي بوحدة المغرب العربي في المغرب)، أما التهامي ضرضاري الأستاذ الباحث بجامعة القاضي عياض بمراكش ، فيتناول موضوع (الآثار الإيجابية لمنظومة "إ م د" على البحث العلمي في العلوم الإنسانية .. حالة الجامعات المغربية) . وجاء في ورقة تقديمية لهذا اللقاء العلمي ، وزعتها الجهة المنظمة ، أن جميع المسؤولين الجامعيين والنخب والرأي العام المغاربي، أصبحوا يدركون أن وضعية الجامعات المغاربية والعربية بصفة عامة، "حرجة إلى درجة كبيرة، بل ومخيبة للآمال عندما لم يقع ذكر البعض منها في تقييمات الخمس مائة جامعة الأولى في العالم". وأضافت الوثيقة التي ستشكل قاعدة للنقاش خلال هذه الندوة التي تستمر ثلاثة أيام ، أن هذا الأمر "هز ضمير المسؤولين والجامعيين أنفسهم، عندما تأكد اليوم بعد أكثر من خمسين سنة من الاستقلال، أننا لم نوفق في منح التعليم العالي والجامعات ما يستحقه من أهمية بالغة، حيث صرفت مبالغ خيالية في تبني مسيرة الإصلاح تلو الإصلاح ، ولكن دون أي مردود حقيقي يؤهل هاته الجامعات لأن تحتل مكانة على الصعيد الدولي". وحسب الوثيقة ، فإن هناك دلائل متعددة على هذا التأخير، بدءا بانكماش الإنتاج المعرفي ، مما أدى إلى "عدم وجود ولا مغاربي واحد قد تأهل في الماضي لجوائز نوبل مثلا، ولا لدينا مدونة للمخترعين الفاعلين في شتى الاختصاصات"، معتبرة أن ذلك "انعكس واقعا وحقيقة بالرتبة صفر على وجودنا البحثي الدولي وبصفة خاصة لمنشوراتنا باللغة الإنجليزية، كما ليس لدينا حتى اليوم مختبرات خضعت لمعايير دولية في العديد من الاختصاصات". وتعتبر الوثيقة أن الإصلاحات الظرفية التي تعرفها الجامعات المغاربية لا ترتكز على "أي نفاذ حقيقي لاستراتيجية وفلسفة المتغيرات المعرفية الدولية المتلائمة مع معطيات وحقائق فضائنا الجامعي المغاربي". كما سجلت غياب أي تنسيق علمي فاعل على مستوى الفضاء المغاربي من أجل تبني منظومة إصلاحية مغاربية مشتركة، مشيرة إلى أن "تلك هي ضريبة كلفة اللامغرب والتي مازلنا نتحمل نتائجها". يذكر أن مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات سبق لها أن نظمت في ديسمبر 2008، المؤتمر الثالث لكلفة اللامغرب، بالشراكة العلمية مع وزارة التعليم العالي المغربية وجامعة عبد المالك السعدي بطنجة وتناول ملف (دور الجامعات المغاربية في البناء المغاربي).