حققت الدورة الثامنة لمعرض العقار المغربي "سماب إيمو"، الذي اختتمت فعالياته مساء أمس الأحد، نجاحا باهرا بالنظر للإقبال الكبير للزوار، وللعقود المبرمة لاقتناء العقارات بالمغرب، وكذا وعود البيع المسجلة، وذلك حسب ما أكده المنظمون والعارضون. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز مدير المعرض السيد سمير الشماع، رجل الأعمال اللبناني المتخصص في تنظيم مثل هذه التظاهرات، أنه "على الرغم من الأزمة، فإن (سماب إيمو) تمكن من جلب حوالي 45 ألف شخص، أي ما يقارب نفس المعدل المسجل خلال السنة الماضية". وقد قام السيد الشماع بإحداث هذه التظاهرة عام 1994 بعد أن لاحظ تشبث المغاربة المقيمين بالخارج ببلدهم الأصلي واستعدادهم للاستثمار في العقار في المغرب. وأضاف السيد الشماع أن "المعرض انطلق بحوالي 10 آلاف زائر فقط، ويمكنني القول أننا تمكننا من رفع التحدي"، معبرا عن سعادته من كون منتوج العقار المغربي يجلب أيضا اهتمام الزبناء الأوروبيين وعلى الخصوص المتقاعدين الذين يرغب العديد منهم في الاستقرار بالمملكة. وقال إنه "راض جدا" فيما يخص حصيلة هذه الدورة سواء على الصعيد الكمي أو النوعي، مبرزا أهمية المعاملات العقارية المنجزة والقروض البنكية المقدمة، ما يؤكد التوجه الاستثماري للمعرض، منوها بإقبال الزوار الكثيف على الندوات التي نظمها الموثقون على هامش هذه الدورة، لتمكينهم من التعرف على الجوانب القانونية المتعلقة بشراء العقار بالمغرب. وأبرز السيد الشماع تنوع العرض العقاري خلال هذه الدورة، مع الأخذ بعين الاعتبار الاتجاه الحالي لسوق العقارات، في سياق الأزمة، والتي أضحت تندرج منذ الآن في "منطق السكن الثانوي". وقد حرص الفاعلون على توسيع عروضهم مقارنة بالدورات السابقة، من خلال تغطية معظم التراب المغربي بمنتوجات ذات أسعار وفئات متنوعة، بدء بالسكن ذي السعر المنخفض (انطلاقا من 22 ألف يورو) وصولا إلى السكن ذي السعر الاستثنائي والذي تقدر قيمته بأزيد من مليون يورو. وأشاد عدد من المنعشين العقاريين، في تصريحات لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالمشاركة "البناءة" في المعرض، مستدلين على ذلك بالتوقيع على العشرات من العقود ومد جسور التواصل مع الزبناء الذين يفضلون زيارة العقارات المقترحة في عين المكان قبل اتخاذ القرار. كما سجل نفس الحماس لدى المصرفيين، الذين حضروا بقوة في المعرض من أجل اقتراح تمويلات مناسبة لمختلف المنتوجات المعروضة، حيث انتقلت سبع مؤسسات بنكية إلى هناك للاستفادة مما يتيحه هذا الموعد من فرص. وحسب بعض المصرفيين فإن الجناح المخصص لهم استقبل ما معدله 1500 زائر في اليوم، مع طلبات تمويل تهم، بالخصوص، السكن الاقتصادي، مشيرين إلى أنه تم منح قروض بنسبة بلغت 70 إلى 80 في المائة من قيمة الأملاك المقتناة. وتعتبر هذه الدورة، المنظمة بتعاون مع وزارة الإسكان والتعمير والتنمية المجالية ومجموعة (سماب)، الثالثة من نوعها بعد دورة بروكسيل وميلانو 2011 للمعارض المخصصة لإنعاش العقار المغربي.