أبرزت سفيرة المملكة في ليما السيدة أمامة عواد الهوية التعددية للمغرب، وذلك خلال حوار بثته مؤخرا القناة التلفزية البيروفية "كنال 57-باكس تي في" في إطار برنامجها الثقافي "آثار الزمن". وتناول الحوار عموما العلاقات بين البيرو والعالم العربي، خاصة حول الهوية الثقافية للمغرب، البلد العربي المسلم الوحيد الناطق باللغة الإسبانية، والمكانة المرموقة التي تحظى بها المملكة على الساحتين الإقليمية والدولية. وأوضحت السيدة عواد، في هذا الاتجاه، أن المغرب يولي أهمية خاصة لتدريس اللغة الإسبانية ويقدم إسهاما كبيرا في النهوض بها عبر العالم من خلال الأبحاث والدراسات باللغة الإسبانية. وأبرزت السيدة عواد بالخصوص، مستعرضة تاريخ المغرب والعالم العربي منذ ظهور الإسلام باعتباره عاملا موحدا، الوضعية الجغرافية للمغرب كملتقى لتأثيرات مختلفة. وأكدت أن تاريخ المغرب تشكل من مزيج ثقافي وإثني بين الأديان والسكان من مختلف الأصول، والذي أهله للتبادل بين الثقافات وتلاقي الحضارات. وبخصوص القواسم التاريخية والثقافية بين المغرب ومجموع أمريكا اللاتينية، التي تعود للحضور العربي في شبه الجزيرة الإيبيرية، أشارت السيدة عواد أنها تتجلى سواء على مستوى الثقافة، والمعمار، والمطبخ. وعلاوة على تقوية الروابط السياسية والاقتصادية، أبرزت السفيرة أن المملكة أكدت باستمرار على التراث التاريخي الذي تتقاسمه مع البيرو ومجموع دول القارة. من جهة أخرى، أعطت الدبلوماسية لمحة حول الإصلاحات التي تم تفعيلها في السنوات الأخيرة بالمغرب، موضحة أهمية هذه الإصلاحات خاصة في مجال تعزيز وضعية المرأة، وحماية حقوق الطفل وحقوق الإنسان. وشددت السيدة عواد على أن هذه الإصلاحات، النابعة عن إرادة سياسية حازمة لتقوية المؤسسات الديمقراطية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية، تضع المغرب في طليعة محيطه الجغرافي والثقافي العربي الإفريقي.