شكل تشخيص الوضع السياحي الحالي بجهة تادلة أزيلال، وطموحات وتطلعات الجهة في أفق 2020، محور اجتماع عقد أمس الخميس ببني ملال، أعطى خلاله والي الجهة عامل إقليمبني ملال محمد دردوري الانطلاقة الرسمية للبرنامج التعاقدي لجهة تادلة أزيلال الخاص بالسياحة. وجاء في عرض ألقاه بالمناسبة المدير العام للشركة المغربية للهندسة السياحية، عماد بركاد، أن جهة تادلة أزيلال تتوفر على قطب سياحي في طور النمو، وعلى مؤهلات طبيعية متنوعة، مشيرا إلى أن المؤهلات السياحية بالمنطقة تتوزع بين الجبال والوديان العليا من جهة والبحيرات والسهول من جهة ثانية، بالإضافة إلى تراث عمراني وثقافي متنوع ومواقع طبيعية خلابة من بينها شلالات أوزود وبحيرة بين الويدان وهضبة آيت بوكماز وزاوية أحنصال التي يوجد بها هيكل عظمي لأكبر ديناصور في العالم وغيرها. وأبرز أن الجهة، على الرغم من هذه المؤهلات الطبيعية، تتوفر على طاقة إيوائية ضعيفة تمثل 2 بالمائة فقط من المؤسسات السياحية الوطنية و1 بالمائة من الطاقة الإيوائية (أقل من 2400 سرير)، كما أن النشاط السياحي متمركز بالمجال القروي وهو ما يفسر العدد المرتفع من المؤسسات السياحية الصغرى على شكل مآوي بالجهة خاصة بإقليم أزيلال. ويبرز ضعف الطاقة الإيوائية بالجهة في نسبة الملء التي لا تتعدى 16 بالمائة بالمقارنة مع متوسط نسبة الملء على الصعيد الوطني (45 بالمائة)، رغم التطور الملحوظ في السنوات الأخيرة في الطاقة الإيوائية خاصة بإقليمبني ملال الذي يتوفر على ثلثي الطاقة الإيوائية من الفنادق المصنفة. وشدد المسؤول ذاته على أن الرهان، لتجاوز هذه الوضعية، يتمثل في خلق توافق بين العرض والطلب بالجهة من خلال تحديث المؤسسات الإيوائية الحالية، التي يعتبر معدل الإقامة بها من المعدلات الصغرى بالمغرب، علاوة على تنويع العرض عبر إحداث نماذج جديدة للإيواء، وتعزيز سياحة المغامرات وتطوير سياحة الإقامة وأنواع أخرى في إطار التنمية المستدامة. وبعد أن تطرق إلى هيمنة السوق الفرنسية على القطاع السياحي بالمنطقة حيث مثل سنة 2010 نسبة 63 بالمائة من المبيتات حسب الأسواق السياحية، أكد على ضرورة تنويع الأسواق السياحية المصدرة مع تقوية السوق الفرنسية والسوق الداخلية، وتوفير منتوجات خاصة للمغامرين وأخرى سهلة الولوج للسياح الأجانب والعائلات المغربية، مع الإشارة إلى أن السياحة الداخلية مثلت السنة الماضية نسبة 48 بالمائة من نسبة المبيتات. وحول أهداف رؤية 2020 في جهة تادلة أزيلال، ذكر بركاد أنها تتركز في جعل هذه الجهة قبلة سياحية مستدامة على الصعيد العالمي من خلال بلورة السياحة البيئية على صعيد سلسة جبال الأطلس ووديانها، وتثمين التراث الطبيعي والثقافي. وأكد أنه يتوقع، من خلال هذه الرؤية، أن تخلق المشاريع السياحية القادمة بالجهة 20 ألف منصب شغل بدل 11 ألف شغل حاليا، وأن ترتفع الطاقة الإيوائية من 2400 سرير إلى خمسة آلاف سرير، والمداخيل السياحية من مليار ونصف مليار سنة 2010 إلى 3ر3 مليار درهم سنة 2020، بعد أن يتضاعف عدد الوافدين على الجهة. ولتحقيق هذه الرؤية، شدد على ضرورة الاهتمام بالسياحة الثقافية خاصة المدارات السياحية وتجربة التبادل الثقافي، وبالأنشطة الترفيهية والرياضية كتسلق الجبال والمشي والأنشطة المائية والجوية وبالتراث الأصيل والبيئة وسياحة التسوق، بالإضافة إلى تثمين التراث المادي للجهة عبر ترميم القصبات والمطاحن المائية والاستفادة من كثرة نقاط المياه والبحيرات لتنمية عرض جديد من المحطات السياحية البيئية المندمجة. كما تم التأكيد على ضرورة المحافظة على المجالات الطبيعية الحساسة التي تعرضت لتدهور كبير، وذلك بتقنين التنمية السياحية وممارسة الأنشطة الرياضية، والحرص على تناسق واستمرارية التشوير السياحي بالجبال والوديان، وتوفير البنيات الأساسية بالجهة من شبكات الماء الصالح للشرب والصرف الصحي والكهرباء والطرق وإحداث عيادات للإسعافات الأولية. وفي ختام هذا الاجتماع، الذي حضره، على الخصوص، عاملا إقليمي الفقيه بن صالح نور الدين أوعبو وأزيلال على بيوكناش وممثلو مختلف المصالح الادارية المعنية والمنتخبون، تم تكوين لجنة موسعة تحت رئاسة الوالي لإنجاز وتتبع البرنامج التعاقدي بين الجهة والدولة في إطار الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة (رؤية 2020). وتقرر، في هذا السياق، أن تعقد اجتماعات تشاورية على الصعيدين المحلي والجهوي للبدء في تفعيل هذه الاستراتيجية، سيعقد أولاها في سادس مايو المقبل.