يبدو ان المبادرة التي سعت فيها دول مجلس التعاون الخليجي الى حل الازمة اليمنية أصبحت اليوم على المحك في انتظار ما ستتخذه مختلف الأطراف اليمنية من خطوات تجاهها ان بالرفض او القبول. وما يبعث على المخاوف من فشل المبادرة الخليجية ردود الفعل الأولى للشباب المعتصمين وكذا عدد من القيادات الشبابية وجمعيات المجتمع المدني الذين اعلنوا رفضهم لهذه المبادرة التي اعلن عنها في البيان الختامي للاجتماع الاستثنائي للمجلس الوزاري الخليجي الذي عقد مساء امس الاحد بالرياض والتي حددت مباديء وخطوات تنفيذية لحوار الحكومة والمعارضة اليمنية بالعاصمة السعودية الذي دعا اليه وزراء خارجية هذه الدول . والتقت القيادات الشبابية سواء المطالبة برحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة او الموالية له في رفضها للمبادرة الخليجية استنادا الى مبررات يحددها الفريق الاول، في عدم تنصيص البيان الختامي لوزراء خارجية دول الخليج على رحيل صالح فورا عن السلطة ومحاكمته هو والمقربين منه . ويبني الفريق الثاني من القيادات الشبابية وجمعيات من المجتمع المدني من الموالين للرئيس صالح رفضه للمبادرة كونها تستهدف إرادة اليمنيين وأمنهم واستقرارهم ووحدتهم والنهج الديمقراطي باليمن وشرعيته الدستورية . وفي وقت ردد فيه الشباب المعتصمون بساحة التغيير بالعاصمة اليمنية صنعاء وعدد من محافظات البلاد رفضهم القاطع لما تضمنه بيان المجلس الوزاري الخليجي وتمسكوا برحيل الرئيس صالح الفوري ومحاكمته ، ذكرت وكالة الانباء اليمنية الرسمية اليوم الاثنين ان قيادات حزبية وشعبية وشبابية ومنظمات من المجتمع المدني عبرت عن رفضها لما ورد في البيان. واشارت الوكالة الى ان هذه القيادات اعتبرت ان ما ورد في بيان المجلس الوزاري الخليجي "عكس بوضوح ما أدلى به رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري قبل أيام من تصريح استفزازي رفضه كل أبناء الشعب اليمني باعتباره يمثل تدخلا سافراً في الشأن الداخلي اليمني لا يمكن قبوله ". ووفقا للمصدر ذاته فقد "عبرت تلك القيادات عن استيائها واستنكارها لموقف دولة قطر ووزير خارجيتها تحديداً فيما تقدمه من دعم مالي وسياسي وإعلامي للعناصر المتسببة في الأزمة وجر اليمن إلى الفوضى والعنف لاستهداف أمنه واستقراره ووحدته". واشارت الوكالة الى ان هذه القيادات الحزبية والشبابية والشعبية ومنظمات المجتمع المدني دعت أبناء الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه إلى الخروج إلى الساحات العامة في أمانة العاصمة وبقية محافظات البلاد وبخاصة يوم الجمعة القادم" للتأكيد مجدداً على الموقف الذي سبق أن عبروا عنه بوضوح وجلاء في تمسكهم بالشرعية الدستورية وبالديمقراطية وبأمن واستقرار الوطن ووحدته ومكتسباته التي حققها في ظل راية الثورة والجمهورية والوحدة ورفضهم لكل أشكال التدخل في الشأن الداخلي اليمني". واضافت تلك القيادات في بياناتها بأن "إيمان أبناء الشعب اليمني وقيادته سيظل راسخا بسلامة نوايا ونهج القيادات الخليجية الخيرة التي هي أحرص ما تكون على مصلحة الشعب اليمني والأمة العربية وبخاصة في هذا الجزء الاستراتيجي الهام من منطقتنا العربية والذي تحيط به وبأمنه واستقراره الكثير من التحديات المحدقة به من كل جانب". وكان وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قد جددوا في البيان الصادر عن الاجتماع الاستثنائي الذي عقدوه امس بالرياض التعبير عن قلقهم لاستمرار حالة الاحتقان السياسي والتدهور الخطير للحالة الأمنية في اليمن، معبرين عن أسفهم الشديد لاستمرار سقوط الضحايا. وأكد هؤلاء الوزراء في ذات الوقت حرص بلدانهم على وحدة وإستقرار اليمن وسلامة أراضيه، واحترامها لإرادة وخيارات الشعب اليمني حماية للسلم الأهلي وللأمن والاستقرار في اليمن ومكتسباته الوطنية . ودعوا الحكومة اليمنية واطراف المعارضة للاجتماع في المملكة العربية السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي وفقا لمباديء تشير بالخصوص الى ان يتم انتقال السلطة بطريقة سلسة وآمنة ، تجنب اليمن الانزلاق للفوضى والعنف ضمن توافق وطني، وان تلتزم كافة الأطراف بازالة عناصر التوتر سياسيا وامنيا، وان تلتزم كافة الاطراف بوقف كل اشكال الانتقام والمتابعة والملاحقة من خلال ضمانات وتعهدات تعطى لهذا الغرض. وحدد البيان الخطوات التنفيذية لمبادرة دول مجلس التعاون والتي تتمثل في ان يعلن رئيس الجمهورية اليمنية نقل صلاحياته الى نائب رئيس الجمهورية ،وتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة ولها الحق في تشكيل اللجان والمجالس المختصة لتسيير الامور سياسيا وأمنيا واقتصاديا ووضع دستور واجراء الانتخابات.