انطلقت اليوم السبت ببلدة امحاميد الغزلان، التابعة لإقليم زاكورة، فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان الدولي للرحل المنظم إلى غاية 21 مارس الجاري تحت شعار " روح وثقافة الرحل". وقد اختار منظمو هذه التظاهرة الثقافية والفنية السنوية، التي تنظم بمبادرة من "جمعية رحل العالم"، أن تكون فئة الطفولة في أوساط قبائل الرحل محور اهتمام دورة هذه السنة، بعدما انصب الاهتمام خلال الدورات السابقة على قضايا أخرى ذات صلة بالحياة اليومية لمجتمع الترحال، من ضمنها على الخصوص الحفاظ على البيئة، والموروث الحضاري للرحل، والدور المحوري للمرأة في مجتمع الترحال. وأكد عامل إقليم زاكورة السيد الحسن أغجدام، في كلمة خلال حفل افتتاح هذه الدورة، أن المهرجان الدولي للرحل من شأنه أن يساهم في التنمية الثقافية والسياحية في حوض درعة، لاسيما وأن بإمكانه تسويق المنتوج السياحي الصحراوي الذي يشكل رافعة للتنمية بهذه المنطقة، فضلا عن الإمكانيات التي يتيحها المهرجان للزوار من أجل استكشاف جوانب غير معروفة لدى العموم حول المجتمع الصحراوي، وبعض أنماط الحياة الاجتماعية السائدة فيه. وسجل السيد أغجدام أهمية اختيار موضوع الطفولة في بيئة الترحال كموضوع محوري للدورة الثامنة للمهرجان، وذلك على اعتبار أن فئة الأطفال من شأنها أن تضطلع بدور فعال في نقل القيم الإنسانية، وضمان استمرارية العلاقات الاجتماعية السائدة في أوساط الرحل، مع ما يترتب عن ذلك من توفير شروط أفضل لاستمرارية الموروث الحضاري والإنساني لهذه الفئة الاجتماعية، خاصة في شقه اللامادي. وأبرزت مختلف المداخلات، خلال حفل الافتتاح، الإمكانيات المتعددة التي يوفرها هذا الملتقى الثقافي والفني السنوي بالنسبة لزوار منطقة امحاميد الغزلان من المغاربة والأجانب للتعرف على عدد من التقاليد والعادات اليومية التي تميز نمط العيش لدى الرحل بصفة خاصة، وفي البيئة الصحراوية على وجه العموم. وقد تتبع جمهور المهرجان، في أعقاب حفل الافتتاح، عرضا لألعاب الأرجوحة، مصحوبا بإيقاعات الموسيقى الكناوية، وذلك وسط فضاء صحراوي تؤثثه الكثبان الرملية، والخيام التقليدية التي رصت على جانب من محيط المكان الذي احتضن حفل الافتتاح. ومن المقرر أن تتواصل فعاليات هذا المهرجان بتنظيم عدد من الأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية والفنية، وإقامة معرض للمنتجات التقليدية، إضافة إلى تنظيم ورشات تكوينية لفائدة تلامذة المؤسسات التعليمية في بلدة امحاميد الغزلان.