أكدت الكاتبة العامة للمكتب الإقليمي للاتحاد النسائي المغربي بالسمارة، السيدة فاطمة لحبيب سيدة، أن المرأة الصحراوية المحتجزة بمخيمات تندوف لا تزال ترزح تحت وطأة المعاناة والحرمان، في حين أن أختها بأرض الوطن تتمتع بمناخ الحرية والرخاء. وشددت السيدة فاطمة لحبيب، في كلمة لها خلال حفل تم تنظيمه اليوم الثلاثاء بدار الثقافة بالسمارة، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، على أن مبادرة الحكم الذاتي كفيلة بإنهاء معاناة كافة المحتجزين بمخيمات تندوف من طرف أعداء الوحدة الترابية للمغرب، ولم شمل الأسر الصحراوية التي عانت من الشتات لأكثر من ثلث قرن، داعية النساء من كافة القبائل الصحراوية إلى تشكيل إطار مؤسساتي للتضامن مع المحتجزات في مخيمات الذل والمهانة وإسماع أصواتهن في المحافل الدولية والمنابر الإعلامية. من جهة أخرى، أبرزت السيدة لحبيب أن المرأة المغربية أبانت عن مزيد من التألق في شتى المجالات متسلحة بكفاءات مهنية عالية مكنتها من ولوج عدة ميادين، وتقلد مناصب كانت حكرا على الرجل، لتعكس بذلك التغيير الذي تشهده المملكة وينشده جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، من أجل إرساء مجتمع حداثي تسوده المساواة بين الجنسين. وأكدت أنه يحق للمرأة المغربية، وهي تحتفل باليوم العالمي للمرأة (ثامن مارس)، أن تعتز بكونها استطاعت فرض وجودها على المستويين الوطني والدولي، وإثبات قدرتها على كسب رهان التحدي، فأصبحت فاعلا لا محيد عنه في تدبير الشأن المحلي والوطني وشريكا للرجل في المسلسل التنموي، مشكلة بذلك نموذجا يحتذى به على الصعيدين العربي والإفريقي. وأهابت، بالمناسبة، بالمرأة المغربية الصحراوية العمل على ولوج عالم المعرفة والعلوم لتنهل منه، ما يمكنها من المشاركة الفعالة في المسار التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة والانخراط في الحقل السياسي والدبلوماسية الموازية، لاسيما ما يرتبط بقضية الوحدة الترابية للمملكة في أفق تفعيل مقترح الحكم الذاتي. من جهتها، أوضحت مديرة معهد التكنولوجيا التطبيقية بالسمارة، السيدة رجاء حباد، في عرض لها حول حصيلة المجهودات المبذولة لفائدة المرأة بإقليمالسمارة، أن المرأة بهذا الإقليم سعت إلى تعزيز مستوى انخراطها في المنظومة الوطنية من أجل القضاء على جميع أشكال التمييز ضدها، مشيرة إلى أن إقليمالسمارة عرف تأسيس عدة جمعيات تهتم بشؤون المرأة في مختلف المجالات بهدف المشاركة إلى جانب الرجل في الإعداد والتوجيه في السياسات والبرامج التنموية. وسجلت السيدة حباد أن المرأة بإقليمالسمارة، ومنذ استرجاعه إلى الوطن الأم، تمكنت من ولوج المؤسسات التعليمية والتربية والتكوين، واستفادت من توفير الرعاية الصحية ومن وضع أسس متينة لمستقبلها بإلحاقها بسلك الوظيفة العمومية وتقلدها عدة مناصب ووظائف ودخولها للمجالس المنتخبة عن جدارة واستحقاق معززة بذلك حضورها ومشاركتها في المنتديات والملتقيات الوطنية والدولية. وأبرزت أن الدولة بذلت مجهودات جبارة، وكرست إمكانيات مادية وطاقات بشرية، بإرادة أكيدة، للنهوض بحقوق النساء ونشر ثقافة المساواة بين الجنسين في مختلف القطاعات الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية الرياضية، مشيرة، في هذا الصدد، إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي جعلت المرأة في صلب اهتماماتها، من خلال دعم التكوين لفائدة المتدخلين في مجال شؤون المرأة، وإنجاز مشاريع سوسيو-تربوية لتأهيلها ودعم الأنشطة المدرة للدخل لفائدة النساء بدون دخل، إضافة إلى إنجاز مشاريع لإدماج المرأة المعاقة في الحياة العامة. وذكرت السيدة حباد أن المغرب، منذ موافقته على توصيات المؤتمر العالمي الرابع ببكين والمتعلق بالمرأة، عمل على تعزيز دورها في مجال التنمية البشرية من خلال اتخاذ مجموعة من التدابير على المستويين التشريعي والمؤسساتي. وتميزت هذه التظاهرة، التي حضرها عامل إقليمالسمارة السيد محمد سالم الصبتي وعدد من المنتخبين وأعضاء المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية ورؤساء المصالح الخارجية وفعاليات المجتمع المدني بالإقليم، بتنظيم معرض نسائي بمشاركة رائدات مؤسسات التعاون الوطني والتكوين المهني ومنخرطات في جمعيات المجتمع المدني. ويضم هذا المعرض منتوجات يدوية نسائية في فن الطرز والخياطة والنقش على الجلد والخشب وإعداد الحلويات والكسكس وتحف فنية للتزيين والديكور. كما تم خلال هذه التظاهرة تكريم مجموعة من الفعاليات النسائية والفاعلين الجمعويين في مختلف المجالات عرفانا لهم على المجهودات التي يبذلونها لدعم المرأة والنهوض بمستواها التنموي والاجتماعي بإقليمالسمارة.