توفي، أمس الأحد ببلدة آيت أومغار (ناحية دمنات)، المخرج والسيناريست والأديب المغربي أحمد البوعناني، وذلك عن سن تناهز 73 عاما. وعلم لدى أصدقاء الراحل أن جثمانه سيوارى الثرى يوم غد الثلاثاء بمقبرة الرحمة بحي الولفة بالدارالبيضاء. وقد بصم الراحل البوعناني تاريخ السينما المغربية، سواء على مستوى الإخراج أو كتابة السيناريو والتوضيب. ويعتبر فيلمه "السراب" الذي أخرجه سنة 1979 وأنتجه المركز السينمائي المغربي تحفة فنية سينمائية بكل المقاييس. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال المخرج المغربي داوود اولاد السيد، الذي اشتغل مع الراحل في العديد من الأعمال، أن الفضل في ممارسته للسينما يعود إلى الفقيد البوعناني، الذي اعتبره أستاذه في مجال الفن السابع. وأضاف أن الراحل اشتغل معه في أفلام قصيرة وطويلة، منها "الذاكرة البنية" و"بين الغياب والنسيان" و"الواد" و"باي باي السويرتي" و"عود الريح". وفي تصريح مماثل، عبر المخرج حميد بناني عن حزنه العميق لرحيل البوعناني، الذي ازداد سنة 1938 بمدينة الدارالبيضاء وتابع دراسته وتكوينه السينمائي بمعهد ليديك، مذكرا بأنه جمعته بالراحل وبالمخرج محمد عبد الرحمان التازي مغامرة شركة "سيغما 3" وفيلم "وشمة". من جهته، قال الناقد السينمائي خالد الخضري إن الراحل كان من الرواد الذين "وشموا" مسار السينما المغربية، وكان يتميز بحس سينمائي فريد. وإذا كان البعض يؤرخ للسينما المغربية بفيلم "وشمة" لحميد بناني فإن البعض الآخر يؤرخ لها بفيلم "السراب" للراحل البوعناني. وعن فيلم "السراب"، قال الخضري إنه "قصيدة سينمائية"، مضيفا أنه من أوائل الأفلام التي تناولت تاريخ المغرب، خاصة المرحلة الاستعمارية، من خلال قصص بسيطة باللونين الأبيض والأسود. وذكر الخضري أن الراحل عرف أيضا كسيناريست، وقع عددا مهما من الأفلام الطويلة والقصيرة. كما عرف كممثل إذ شارك في "باب السما مفتوح" للمخرجة فريدة بليزيد.