دأب المهرجان الوطني للفيلم بطنجة على افتتاح النقاش حول جديد السينما المغربية، فاتحا بذلك، من خلال الندوات التي تقام على هامش فقراته، شهية النقاد والمهتمين لتبادل الأفكار وإنتاج مقاربات حول راهن وآفاق السينما الوطنية. ولم تخرج الدورة ال` 12 للمهرجان هذا التقليد، إذ تتميز مناقشة الأفلام كل صباح بردهات فضاءات هذا العرس الفني، في أحايين كثيرة، بحدة تطارح هذه الأفكار، وهو ما يذكر بالأندية السينمائية المغربية التي أنتجت جل الطاقات التي ما زالت تغني المشهد السينمائي الوطني بعطاءاتها. وتذهب كل الطروحات الفكرية المصاحبة للنقاشات، إلى أن الصناعة السينمائية بالمغرب شهدت طفرة نوعية وكيفية في السنوات الأخيرة، وتقول بأنها تلعب اليوم أدوارا طلائعية إقليميا وقاريا ودوليا، بل وذهب بعضها إلى حد القول أن الفن السابع أضحى محركا تنمويا بالنظر للاهتمام المتزايد لعدد من المؤسسات الوطنية والأجنبية الراغبة في الاستثمار فيه، ويزكي ذلك تواجد الإبداعات الوطنية بجل التظاهرات الدولية. وبالرغم من أن وتيرة إيقاع النقاش، تختلف من فيلم لآخر، إلا أن بعضها يأخذ وقتا طويلا مما يربك مسيري اللقاءات الذين يضطرون إلى إضافة حيز زمني للمدد المسموح بها لاستيفاء كل الجوانب، وتعترف جل التدخلات بشكل أو بآخر بأن الأفلام (طويلة أو قصيرة)، التي عرضت لحد الآن في المسابقة الرسمية لدورة 2011 من المهرجان الوطني، تميزت بتنوع وغنى المواضيع التي قاربتها، وإن لم يكن الإجماع دائما على التقنيات السينمائية التي يستعملها المخرجون. ويستخلص من هذه النقاشات، أن دورة هذه السنة قد نجحت في المزج ب"ذكاء" بين برمجة أفلام تعالج تيمات مختلفة، وبين استضافة نجوم السينما المغربية، وهو ما يساهم بقدر كبير في بعث دينامية جديدة في شرايين السينما الوطنية. وقد تجاوزت حرارة النقاش قاعات العروض والندوات لتصل شرارته إلى الجمهور، الذي يقبل بشكل مدهش وجميل على الأفلام المغربية التي تقدم له فرجة سينمائية في مستوى التطلعات، وذلك رغم اختلاف حمولاتها الثقافية والإبداعية شكلا ومضمونا. من هذا المنطلق، ليس غريبا أن يصبح المهرجان الوطني للفيلم بطنجة محطة قارة ضمن أجندة المهرجانات الوطنية، وفية لسياستها الرامية إلى جعل هذه التظاهرة نقطة انطلاق دينامية تستمر على مدار السنة تتوج بالمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.