أكدت السيدة كريمة بنيعيش سفيرة المغرب بلشبونة أن طموحات البرتغال تجاه العالم العربي، ودوره كحلقة وصل بين العالم العربي والبلدان الناطقة بالبرتغالية، تجعل منه شريكا متميزا. وقالت السفيرة المغربية، في كلمة خلال غذاء عمل نظم على شرف وزير الشؤون الخارجية البرتغالي السيد لويس أمادو بحضور السفراء العرب المعتمدين بلشبونة، إن البرتغال شريك متميز بالنسبة للعالم العربي، وذلك بالنظر للروابط التاريخية الخاصة المطبوعة بالتفاهم والتشبث المتبادل بالقيم العالمية للتعاون والسلام. وأضافت أنه "تكفي الإشارة إلى الإرث التاريخي والتراث الثقافي الذي نتقاسمه، والذي يتجسد من خلال المساهمة والتأثير المتبادل في مختلف المجالات من قبيل الهندسة المعمارية أو اللغة، من أجل معرفة المكانة التي يحتلها البرتغال في العالم العربي ودوره كهمزة وصل بين العالم العربي والبلدان الناطقة بالبرتغالية". وأوضحت السيدة بنيعيش، خلال هذا اللقاء، الذي يندرج في إطار لقاءات تبادل الرأي المنتظمة لفريق السفراء العرب مع رئيس الدبلوماسية البرتغالية، أن البرتغال يمثل أيضا شريكا مفضلا نظرا لسياسته الخارجية المتميزة ببعد النظر والواقعية والتي تعتمد على الاعتدال والدقة والانفتاح والحوار. وأكدت، في هذا السياق، أن المجموعة العربية عازمة على إعطاء دفعة أكثر للعلاقات مع البرتغال واغتنام كل فرص التعاون من أجل أن تكون هذه الشراكة نموذجا للتفاهم والحوار. وحول القضية الفلسطينية، ذكرت السيدة بنيعيش بأن المغرب، الذي جعل من هذه القضية أحد القضايا الأساسية لسياسته الخارجية، لا يدخر أي جهد سواء داخل المنظمات الدولية والقارية أو في إطار لجنة القدس التي يترأسها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع. وأوضحت، في هذا الصدد، أن العالم العربي يشيد بالموقفر الدائم للبرتغال بخصوص النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وانخراطها التام من أجل تحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة، مذكرة بأن هذا الموقف تم التأكيد عليه مجددا وبقوة خلال الاعتداء الاسرائيلي على غزة سنة 2008 وتأكد مرة أخرى عندما رفعت لشبونة وضعية الممثلية الدبلوماسية الفلسطينية المعتمدة لديها. وذكرت، في هذا الصدد، بأن الاجتماع الأخير للجنة المتابعة لمسلسل السلام بالجامعة العربية المنعقد في الشهر الماضي بحضور رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس، جدد التوجه الواضح للعالم العربي من أجل مفاوضات جدية تضمن الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني وأيضا إنهاء الاحتلال الاسرائيلي. وعبرت الدبلوماسية المغربية، من جهة أخرى، باسم السفراء العرب، عن تهانئها للبرتغال لانتخابه في مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أن هذا الانتخاب "جاء في محله بالنظر لقناعة والجهد الذي تبذله البرتغال في مجال المحافظة على السلم الدولي وتسوية النزاعات".