افتتح مساء أمس الأربعاء بلشبونة أسبوع الثقافة وفن الطبخ المغربيين، الذي يهدف إلى تعريف البرتغاليين بالأوجه المتعددة للثقافة المغربية. وتهدف هذه التظاهرة، الأولى من نوعها في البرتغال والتي تنظمها سفارة المغرب بلشبونة بتعاون مع مندوبية المكتب الوطني المغربي للسياحة والخطوط الملكية المغربية بلشبونة ودار الصانع، إلى تعريف الجمهور البرتغالي والسياح الأجانب بغنى الثقافة المغربية وأصالتها وانفتاحها على الحداثة. وأكدت سفيرة المغرب بلشبونة السيدة كريمة بنيعيش، في كلمة أمام أزيد من 300 من الشخصيات المدعوة والتي تنتمي لمختلف المشارب والآفاق، أهمية هذا الأسبوع في توثيق أواصر الصداقة وتعزيز التفاهم المتبادل بين الشعبين المغربي والبرتغالي. وأوضحت السيدة بنيعيش، أن هذه التظاهرة "لا تهدف فقط إلى التعريف بالثقافة وفن العيش في المغرب، بل تعكس كذلك وعلى الخصوص كثافة وعمق روابط الصداقة التي تجمع شعبينا". وأضافت السفيرة أن هذه التظاهرة تروم أيضا "منح سكان لشبونة، ومن خلالهم للبرتغاليين، لحظات ممتعة تحمل علامة مغرب الألفية الثالثة، المتشبث بتقاليده، ولكن متجه بثبات نحو المستقبل"، كما تشكل "دعوة حقيقية للاحتفال بالصداقة البرتغالية-المغربية، واكتشاف بلد صديق، والمغرب، الفخور بالمكونات البرتغالية في هويتة الجماعية والوفي للإرث التاريخي المؤسسة للعلاقة بين شعبينا، يعد مثالا للتفاهم وحسن الجوار". كما أكدت السيدة بنيعيش أن أسبوع الثقافة وفن الطبخ، وبالإضافة إلى برنامجه الغني، يسعى إلى أن يكون "صلة وصل بين ثقافتين متأثرتين بعضهما البعض، وبالتالي بين بلدين قريبين جدا وموحدين من خلال المحيط الأطلسي". وتم بالمناسبة تنظيم عرض للقفطان المغربي مصحوبا بأنغام الموسيقى الأندلسية والشعبية، الذي أتاح للمدعوين الاستمتاع بجمال وأناقة مجموعة من القفاطين، التي أنجزتها السيدة نجية عبادي رئيسة فيدرالية المصممين المغاربة. وتمكن الضيوف أيضا من اكتشاف غنى وتنوع الطبخ المغربي وتذوق الحلويات المغربية والاستمتاع بكؤوس من الشاي المنعنع. وستشكل هذه التظاهرة، التي سيحتضنها تيفولي ليسبون، أحد الفنادق الفخمة بالعاصمة البرتغالية، فرصة للجمهور للاطلاع على غنى منتوج الصناعة التقليدية المغربية ( الزرابي والخياطة والجلد والمجوهرات وأدوات الديكور...). ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، التي ستتواصل إلى غاية 23 يونيو الجاري، إقامة معرض للفنان التشكيلي المغربي عبد الرحمان الأطرش، وجلسات للنقش بالحناء. وسيقترح مطبخ تيفولي، بهذه المناسبة، قائمة بأصناف المأكولات من فن الطبخ المغربي لتمكين الزوار والسياح الأجانب من تذوق الأطباق الشهية التي يشتهر بها المطبخ المغربي. وجرى حفل افتتاح هذا الأسبوع بحضور العديد من الشخصيات البرتغالية وخاصة كاتب الدولة في الشؤون الخارجية السيد جواو غوميز كرافينهو، وكاتبة الدولة في الإدارة الداخلية السيدة دليلة أروجو، فضلا عن كاتبة الدولة في المساواة السيدة إلزا بايس، وعمدتي مدينتي سيلف وألبيفيرا السيدة إيزابيل سواريس والسيد ديزيدرو سيلفا. كما حضر حفل الافتتاح دوق براغانسا دوارت بيو جواو ميغيل ودوقة كدفال كلودين بريرا، والقنصل الشرفي للمغرب بألغارف السيد خوسي ألبيرطو أليغريا، والعديد من النواب البرتغاليين وسفراء البلدان العربية والصديقة للمغرب، إلى جانب ممثلين عن وكالات الأسفار وشخصيات من عالم الثقافة والفن والإعلام. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أشاد السيد كرافينهو بمبادرة سفارة المغرب، التي تشكل "لحظة قوية" لتعزيز العلاقات الممتازة التي تجمع الشعبين. وأضاف أن الثقافة تشكل "رافعة أساسية للنهوض بالمعرفة المتبادلة بين الشعبين البرتغالي والمغربي، واللذين يربطهما تاريخ طويل مشترك"، مشيدا بالنجاح الذي حققته الدورة الحادية عشرة للجنة العليا المشتركة المغربية- البرتغالية التي انعقدت يومي فاتح وثاني يونيو الجاري بمراكش.