1-2009 كتبت صحيفة "الصحراء المغربية" في عددها الصادر اليوم الإثنين، أن المغرب يتهيأ ، من خلال خيار الجهوية، لخوض غمار ثورة ديمقراطية جديدة. وأضافت الصحيفة في مقال نشرته في صدر صفحتها الأولى بعنوان "الجهوية الموسعة، ثورة ديمقراطية جديدة" أن المغرب، منذ عشر سنوات خلت، وهو يتهيأ ويتأهل لهذه المحطة الديمقراطية المتقدمة، مبرزة أن خيار الجهوية أصبح اليوم "خيارا مجتمعيا" حقيقيا بالمغرب. واعتبرت أن هذا الخيار يعتبر سياسيا بالدرجة الأولى كما أنه خيار اقتصادي واجتماعي وثقافي، يندمج في المنحى الطبيعي للتطور التاريخي للبلاد، الذي يجعل من الفضاء الجهوي المستوى الملائم لمشروع التنمية الترابية باعتبار أن الجهة تعد فضاء انتقاليا بين المنظور الوطني وبين المتطلبات والطموحات المحلية. وأشارت إلى أن جلالة الملك ، حدد في الخطاب الذي وجهه أمس الأحد إلى الأمة ، التوجهات الكبرى لهذا الخيار، بوصفه خيارا طبيعيا في بلد مستقر وموحد ومتضامن، بهوية قوية، مبرزة أن جلالته أعطى بذلك انطلاقة هذا الورش البنيوي العميق، الذي من شأنه أن يسير بالمغرب نحو "جهوية متقدمة، متدرجة، تشمل كافة جهات المغرب، وعلى رأسها جهة الصحراء المغربية". وأكدت الصحيفة أن الخطاب الملكي وضع النقط على الحروف في ما يخص أساسيات المبادرة المغربية، مشددا على أن "الجهوية الموسعة المنشودة ليست مجرد إجراء تقني أو إداري، بل توجها حاسما لتطوير وتحديث هياكل الدولة، والنهوض بالتنمية المندمجة، وذلك من خلال إشراك كل القوى الحية للأمة في بلورته". واعتبرت أن تنصيب اللجنة الاستشارية للجهوية يشكل لحظة قوية، وانطلاقة لورش هيكلي كبير، ورش يريده جلالته "تحولا نوعيا في أنماط الحكامة الترابية"، ويتوخى أن يكون "انبثاقا لدينامية جديدة للإصلاح المؤسسي العميق". وأبرزت الصحيفة التوجيهات الملكية السامية المرافقة للتنصيب حيث دعا جلالته هذه اللجنة إلى الإصغاء والتشاور مع الهيئات والفعاليات المعنية والمؤهلة، وإعداد تصور عام لنموذج وطني لجهوية متقدمة تشمل كل جهات المملكة، وتحديد سقف نهاية شهر يونيو المقبل، لرفع هذا التصور إلى نظر صاحب الجلالة. وقالت إن خطاب جلالة الملك خطاب وضوح ومسؤولية، ودعوة إلى الابتكار والإبداع وفق الخصوصية المغربية،إذ حث جلالة الملك اللجنة على الاجتهاد في إيجاد نموذج مغربي للجهوية، نابع من خصوصيات المغرب، ومبني على مرتكزات أربعة. وتتمثل هذه المرتكزات في التشبث بمقدسات الأمة وثوابتها، والالتزام بالتضامن، واعتماد التناسق والتوازن في الصلاحيات والإمكانات، إضافة إلى انتهاج اللاتمركز الواسع، الذي لن تستقيم الجهوية بدون تفعيله، في نطاق حكامة ترابية ناجعة قائمة على التناسق والتفاعل. وأوضحت أن المنتظم الدولي، الذي أثارت المبادرة المغربية اهتمامه وإشادته، بات على بينة من فلسفة هذا المشروع الحضاري. وخلصت إلى أن "هذا هو التحدي الأساسي، الذي يرفعه المغرب اليوم، وهو يتطلع بأمل إلى المستقبل، فيما الرهان الذي يحرك خصوم المملكة هو العودة إلى الماضي، مسكونين بالجمود والأوهام البالية، التي عفا عليها الزمن... لكن منطق التطور ومجرى التاريخ، لن يرحم المتخلفين عن قطاره، الذي قد يراوح مكانه حينا، وقد يتعثر حينا، لكنه أبدا يمضي إلى الأمام، وإلى المستقبل...". من جهتها، كتبت صحيفة (لوماتان الصحراء والمغرب العربي) أن "الخطاب الملكي الذي خصصه جلالة الملك للجهوية يعتبر "تحولا كبيرا في ورش الإصلاح الكبير الذي انطلق منذ بضع سنوات". وأضافت في افتتاحيتها ان هذا الخطاب يشكل قطيعة منهجية باعتباره يخاطب بشكل مباشر مجموع مكونات الأمة السياسية والاقتصادية والمالية والاجتماعية والثقافية والإنسانية.