كتبت صحيفة سودانية أن الخطاب الملكي الذي ألقاه صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة تنصيب اللجنة الإستشارية للجهوية، يؤسس لجهوية "ستكون تأكيدا ديمقراطيا للتميز المغربي الغني بتنوع روافده الثقافية والمجالية المنصهرة في هوية وطنية موحدة". وتطرقت صحيفة "التيار" في عددها الصادر أمس السبت في مقال بعنوان "الجهوية الموسعة: إحدى أهم الأوراش السياسية الكبرى المفتوحة في المغرب" لكاتبه السيد أسامة عبد القادر هلال، عضو المكتب السياسي للحزب الإتحادي الديمقراطي- الأصل، إلى الأبعاد السياسية والتنموية والإقتصادية التي تكتسيها بلورة جهوية موسعة تشمل كل التراب المغربي.
وذكر السيد هلال، وهو أيضا عضو الجمعية السودانية لخريجي الجامعات والمعاهد المغربية، بأن جلالة الملك شرع منذ اعتلائه عرش أسلافه المنعمين، في "تدشين عدد من الأوراش ذات الطابع الوطني همت عددا من المجالات المهمة، سياسية واقتصادية واجتماعية، وكلها بهدف ترقية المواطن وجعله يفتخر بانتمائه إلى شعب ووطن توفرت لهما كل سبل التنمية والتقدم، ولينعم هذا المواطن بالراحة والأمان في مجتمع حداثي وديمقراطي، مع إشراك كافة مقومات وإمكانات الأمة المغربية في إدارة الشأن المحلي، والعمل على تنمية كافة جهات المملكة المغربية".
وأبرز أن "من بين هذه الأوراش موضوع الجهوية الموسعة التي بشر بها العاهل المغربي عدة مرات منذ جلوسه على عرش أسلافه المنعمين، وأكد عليها في 6 نونبر الماضي بمناسبة تخليد ذكرى انطلاقة المسيرة الخضراء التي استرجعت بموجبها الصحراء المغربية".
كما توقف الكاتب عند بعض "المرتكزات التي ذكرها صاحب الجلالة في خطابه بالمناسبة، والتي يجب أن يقوم عليها عمل اللجن الإستشارية للجهوية، وفي مقدمتها التشبث بمقدسات الأمة وثوابتها في وحدة الدولة والوطن والتراب".
وأشار إلى أن صاحب الجلالة يهدف من خلال هذا المشروع إلى "بلوغ أهداف جوهرية، في مقدمتها إيجاد جهات قائمة الذات، وقابلة للإستمرار، من خلال بلورة معايير عقلانية وواقعية لمنظومة جهوية جديدة، وانبثاق مجالس ديمقراطية، لها من الصلاحيات والموارد ما يمكنها من النهوض بالتنمية الجهوية المندمجة".
وأبرز أن "جهة الصحراء المغربية ستكون من الأهداف الأساسية لمشروع الجهوية الموسعة، التي ستعمل على جعل الأقاليم الجنوبية المسترجعة في صدارة الجهوية المتقدمة".
واعتبر صاحب المقال، الذي أورد مقتطفات من الخطاب الملكي بمناسبة تنصيب اللجنة الإستشارية للجهوية، أن هذه المبادرة الملكية "ستنقل المغرب إلى خط متقدم في مجال الإدارة المحلية والجهوية، والتي ستكون لها ، لا محالة، انعكاسات إيجابية على عموم المواطنين".
كما أعرب عن أمله في أن "تكون هذه التجربة المغربية في مجال الجهوية الموسعة فرصة لاستلهامها من قبل أطراف عربية وإفريقية".