142-2010 أشار محامو ضحايا وسيلتي الاعلام الاسبانيتين اليوم الجمعة في أمستردام إلى أن الافتراء والاستغلال المغلوط لمأساة عائلية ونشر أخبار كاذبة بشكل متعمد لاهداف سياسية من طرف القناة التلفزية (أنتينا3) ووكالة (أوروبا بريس) يعد "وصمة عار" على جبين الصحافة الاسبانية والاوروبية. وخلال ندوة صحفية نظمها المحامون ممثلو الاشخاص الذين استغلت أسماؤهم وصورهم من أجل تحريف أحداث العيون ، استنكر الاستاذ عبد الكبير طبيح "صدور مثل هذه الأفعال من وسائل اعلام اوروبية ، ومن بلد عضو بالاتحاد الاوروبي معقل الديموقراطية وحقوق الانسان". وبعد أن عبر عن استيائه للاستعمال المتعمد لصورة جثث أشخاص قتلوا بوحشية بهدف تغليط الرأي العام ،أشار السيد طبيح إلى أهمية تعريف الرأي العام الهولندي والاوروبي بالحقيقة بخصوص الاحداث المأساوية للعيون . وأوضح المحامي المغربي ،متوجها إلى الفاعلين الجمعويين الهولنديين، أن مثل هذا العمل المنافي لاخلاقيات مهنة الصحافة وانعدام الاحترام الواجب للموتى ، لا يمكنه إلا أن يمس بمشاعر كل من له صلة بهذا الملف، مذكرا بأن المعايير المهنية الاساسية تتطلب التحقق من مصادر الأخبار. وأعرب المحامي عن اسفه لانه على الرغم من تقديم كل الدلائل التي تبين خطأ القناة الاسبانية ظلت (أنتينا3) متشبثة بمواقفها وترفض تقديم الاعتذار. واستطرد أن أثر هذه المناورة لم يقتصر على عائلة الراشدي لكن كانت سببا في تنظيم مظاهرة ضد المغرب نظمت بإسبانيا كما كانت سببا في القرار المتخذ من قبل البرلمان الاسباني ثم الاوروبي تجاه المغرب. وأشار إلى أن مخالفة (أنتينا 3) لكل القوانين والقواعد الجاري بها العمل والتشبث برؤية مغلوطة للوقائع تدل على احتقار الاخر وانتهاك لكل المبادىء الاساسية لحقوق الانسان. ودعا، بهذه المناسبة، وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية وجميع القوى الحية في هولندا وأوروبا إلى دعم هذه الأسر التي انتهكت حقوقها. وفي الاتجاه ذاته، أكد السيد عبد الفتاح زهراش، الذي يمثل الضحيتين، اللتين أشارت وكالة (أوروبا بريس) إلى وفاتهما، أن بث هذا الخبر المغلوطة "بنية سيئة" يشكل خرقا "صارخا" لحقوق المشتكين من قبل وسائل الإعلام الإسبانية، التي زورت الحقيقة، مما تسبب في الحاق الضرر بالضحايا وبسائر الشعب المغربي. وأضاف أن موقف وكالة (أوروبا بريس) مخالف للقوانين الإسبانية وأخلاقيات المهنة والمبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، التي جعلها المجلس الأوروبي وسائر أوروبا في الصدارة للتغلب على الجهل والاستبداد، والنهوض بالإنسان كما هو دون أي تمييز . وشدد على أن "بث وفاة السيدة الغالية بوعسرية والسيد عبد السلام الأنصاري يعد كذلك انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية لحقوق الإنسان". وفي معرض تذكيره بأن الإعلان عن الوفاة شكل صدمة للضحيتين ولأفراد عائلتيهما وأصدقائهما، أعرب المحامي المغربي عن "استيائه" من وسائل الإعلام الإسبانية، والتي تمكنت، بكل الوسائل اللوجستية التي تتوفر عليها، من تشويه الحقيقة ببثها علنا نبأ وفاة زبونيه خلال أحداث العيون، دون أن تقدم اعتذارها. من جانبه، أشار السيد محمد كرم، الذي يمثل جريدة (الأحداث المغربية)، المالكة لحقوق صورة جريمة الدارالبيضاء، إلى أن قرار رفع دعوى ضد القناة التلفزية الإسبانية "أنتينا 3" أمام المحاكم المختصة يأتي عقب التلاعب المتعمد بالصورة التي نشرتها اليومية المغربية. وأكد أن القناة التلفزية لم تكلف نفسها عناء التحقق من صحة الصورة ومصدرها، واصفا موقف قناة "أنتينا 3" بالمخجل، إذ لم تعترف بخطئها كما لم تقدم إلى حد الآن أي اعتذار. وقد "تعمدت القناة تضليل الرأي العام الإسباني، وكذا مستعملي الأنترنيت والمشاهدين خارج إسبانيا، عبر عرض موقفها ووجهة نظرها المتحيزين، وتوجيه الرأي العام ضد المغرب".